لا يمكن أن يكون التميز وليد اللحظة أو محض الصدفة وإنما هو متأصل في قناعة المتميزين تترجمه أعمالهم التي تتصف بالإتقان وأعلى مراتب الإحسان، تجدهم محلقين نحو الأهداف الكبيرة لا تشغلهم الأهداف الصغيرة التي تتمحور حول أداء الحد الأدنى من المهام اليومية فقط فيُقتل الإبداع ويضيع في متاهات التفاصيل الصغيرة، التميز يعني القدرة على النظرة الشمولية للمهام وكيفية الربط بينها ودفعها نحو المنجز في تناغم وانسيابية تامة. تزخر ميادين العمل بالكثير من أصحاب الهمم العالية، تتجه نحوهم بوصلة التميز وكأنها تلتقط إشاراتهم الدالة بكل وضوح على تفردهم، يجيدون قراءة المستقبل، طرحهم يسابق عجلة الزمن لأفكارهم أبعاد كثيرة لا يهدأ لهم بال حتى يروها حقيقة أمام أعينهم، يدركون جيداً أن مضمار الحياة السريع لا ينتظر أحداً لذا عامل الوقت وسرعة الإنجاز هو المحرك الحقيقي لدفة تميزهم، ولا يكمن سر نجاحهم في كم المهارات التي يملكونها وإنما في كيفية استخدامهم لها أثناء العمل وقدرتهم على تطويرها لتحقيق خطوة متقدمة في مجالهم. الطريق إلى التميز ليس دائماً سهلاً منبسطاً تنتشر على جانبيه الورود، غالباً ما يكون هناك صعوبات وعوائق لا يمكن تخطيها إلا بسلاح الطموح والإصرار وأمل الوصول إلى منصات التتويج وتنفس الفرح.