عندما تسأل المحيطين بك ما هو أهم استثمار تقوم به في حياتك قد يقول أحدهم رأس المال، والآخر يقول تعليم الأبناء تعليماً جيداً، وتتنوع الاجابات حسب الاهتمامات ومصفوفة القيم التي لديه. وأنا أرى بأن أهم وأعظم استثمار تقوم به في حياتك هو الاستثمار في نفسك وهذا النوع من الاستثمار دائمٌ لا يضيع، نتائجه أكثر من رائعة بحال استثمرت بطريقة سليمة ليست لك فقط بل لجميع من حولك كأسرتك وشريك حياتك وزملائك في العمل بل وحتى على الغرب الذين تتعامل معهم، جميعهم يطالهم فوائد هذا الاستثمار. ولإضافة بعض التفاصيل في هذه الفكرة نقول بأننا في كل الأحوال نحن ككائنات اجتماعية ومتطورة أيضا نهتم بقيمتنا ووزننا أمام أنفسنا وأمام الاخرين بل قد يلغي الكثير فقرة «أمام أنفسنا» ونهتم بفقرة «أمام الآخرين» والدليل على ذلك اننا نهتم بهذا الوزن أيًا كان تجاهه، هو ذلك السؤال الكلاسيكي لمختص نفسي في مجلس ما بمبادرة أحدهم بالسؤال -بل وبنظرة متحدية أيضا- بقوله: حلل شخصيتي!! أهمية هذا السؤال بفقرتيه أو حتى بإحداهما أن الانسان دؤوب بطبيعته على البحث الذي يشكله الفضول الانساني الفطري ومن ضمن الامور التي يبحث فيها هي نفسه «ذاته الحقيقية» بغض النظر عما اذا كانت الطريقة صحيحة أم خاطئة ولكن هذا بحد ذاته يعطينا مؤشرًا على أهمية تقييم وزنه وموقعه من الاعراب. وفائدة ذلك اذا تم بطريقة ناجحة أن يحدد اين موقعه وبالتالي يسهل عليه عد الخطوات المتبقية على هدفه بل وحتى تشكيلها كما يناسبه فيصبح حلم الوصول الى الهدف شيئاً واضحاً وبإمكانه أن يتحول الى حقيقة. كل ما سبق كان ملخصاً لورشة عمل ألقيتها، وأردت نشرها للفائدة العامة.