ليس هناك أدنى شك أن كل الأيام للوطن.. والوطن راسخ في قلوبنا وخواطرنا لا يتزحزح.. لكننا نحتفي ونحتفل به في هذا اليوم تحديدًا، حيث تمت فيه الوحدة بعد التوحيد على يد الملك عبدالعزيز ومن معه من أبناء الوطن -رحمهم الله- حيث كان التوكل والفداء والإصرار في عقولهم وقلوبهم. فرغم النقص الشديد في الماء والزاد والسلاح والذخيرة والرجال.. فعددهم لم يتجاوز ستين رجلا وزادهم الأسودان -تمر وماء- وسلاحهم قليل من البنادق والذخيرة، أما ما ينقل هؤلاء الرجال من الرواحل فقد كان النقص فيها واضحا. تحقق لعبدالعزيز ما جاء إليه في استعادة ملك الآباء والأجداد.. انتصر عبدالعزيز ورجاله وأصبح ذلك الانتصار يزداد يومًا بعد يوم لأكثر من ثلاثة عقود.. انتصار في كل المجالات، نعم كان الانتصار العسكري على رأسها ولكن هناك انتصارات أخرى لا تقل أهمية عن الانتصار العسكري غفل عنها الكثير ممن كتبوا أو تحدثوا، فهناك الناحية الأمنية والإنسانية والاجتماعية والمعيشية وجمع الشمل والتوطين والقضاء والتعليم .. إلخ، توحدت البلاد تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ونودي في كل مكان منها الحكم لله ثم لعبدالعزيز آل سعود. أسس عبدالعزيز ورجاله.. وطنًا عربيًا مسلمًا على قواعد إسلامية عربية راسخة.. ثم اختارهم الله إلى جواره -رحمهم الله- ثم جاء دور أبناء وأحفاد الملك عبدالعزيز في استعادة وتوحيد الوطن فساروا ببلادهم على ما تم تأسيسه على عقيدة صحيحة وأرض صلبة واضحة وزادوا على ذلك أن أخذوا بكل جديد لا يتعارض مع قواعد التأسيس. أصبحت المملكة في مصاف الدول العالمية القوية المتطورة تشاركهم في كل المجالات والمحافل الدولية وتمد يدها لعون الجميع، ويتشرف كل مواطن فيها بأنه سعودي، بلاده أرض العروبة والإسلام وتضم أشرف وأطهر مقدسات المسلمين، مواطنوها يتسابقون لخدمة هذه المقدسات، وعلى رأس هؤلاء جميعًا من اختار لقب خادم الحرمين الشريفين على كل الألقاب والدنا الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.. فهنيئا لنا بالوطن والمواطن والقيادة، ومبارك علينا هذا العز والفخر والتلاحم في يومنا الوطني المجيد.