عرف مرسى القنفدة الواقع عند مصب وادي قنونا في البحر الأحمر الحياة منذ أزمنة مديدة، فقد ارتاده الأشوريون والعبرانيون والفنيقيون وكذلك اليونانيون والرومان، وذلك لوجود معدن الذهب في موقعي عشم وضنكان في المنطقة المعروفة تاريخيا ب(عفير) ما بين القنفدة ومركز حلي. وظهر ميناء القنفدة في المصادر التاريخية بظهور القنفدة كحاضرة عام 907 وتواصلها مع موانئ القرن الأفريقي وعدن والهند وشرق آسيا إذ كانت بها حركة تجارية بحرية نشطة دفعت العثمانيين لاستغلاله فيما بعد فأضافوا لوظيفة الميناء التجارية الوظيفة العسكرية ومنه اتجهوا لاحتلال عسير حتى خروجهم 1334. وعندما استظلت القنفدة وميناؤها براية الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1343 سمى ميناء القنفدة ب(ميناء الوطن) قبل انضمام جدة لسلطته. ودعم ذلك ببرقيتين لحاكم عدن من قبل الإمبراطورية البريطانية وإلى السيد شوكت علي رئيس جمعية الخلافة في بومبي بالهند في 16 شوال 1343 يفيد فيها جلالته باستعداد ميناء القتفدة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام وتوفر الزوارق والسنابيك فيه وتوفر وسائط نقل الحجاج البرية بأمان إلى مكةالمكرمة. وقد استقبلت القنفدة مدينة وميناء جلالة الملك سعود -رحمه الله- في زيارته التاريخية عام 1374 على عهد إمارة الشيخ إبراهيم البراهيم للقنفذة، وعمل من أجل ذلك رصيفا لازال باقيا حتى اليوم. وإذا علم أن ميناء القنفدة لو أعيد إحياؤه وهو الواقع في منتصف المسافة بين ميناءي جدة شمالا وجازان جنوبًا سيسهم في خدمة مناطق عسير والباحة ومحافظات منطقة مكةالمكرمة الجنوبية، ومما يسهل مشروع إحيائه خلو شواطئه من المعوقات الطبيعية. فنأمل من مؤسسة الموانئ إيلاء ميناء القنفدة المتوقف عن الخدمة منذ عقود عنايتها فالحاجة ماسة لعودته رافدا ضروريا للتنمية لحاضر ومستقبل الوطن لا سيما ورؤية المملكة العربية السعودية 2030 قد وضعت سواحل البحر الاحمر من شمال المملكة إلى جنوبها نصب عينيها وأول الغيث هتان في (نيوم) ومدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- والمدن الصناعية على ساحل البحر الأحمر الشرقي. وبالتوفيق لقيادتنا الحكيمة ولوطننا المملكة العربية السعودية بالعز والتمكين. غازي احمد الفقيه عضو المجلس المحلي بمحافظة القنفدة