دياز مدرب ممتاز ومن أكبر المدربين في العالم، وسجلّه مع ريفربليت لا يضاهى، بطولات دوري بدون حدود، ومع الهلال من أول طلّة حقق بطولة الدوري، واسم معروف في عالم التدريب، كل ذلك لا يشفع له أن يقود الاتحاد طالما أنه لم يقدّم عملًا مقنعًا قرابة شهرين من الزمان، وعبارة «امنحوه فرصة» مضيعة للوقت.. بدأت الكلام بالخلاصة، ولندخل في التفاصيل. رسالة للاتحاديين بداية، على الاتحاديين عمومًا أن يدركوا أن العودة لن تكون بين عشية وضحاها، والإفراط في التفاؤل أحد أسباب ردة الفعل الحالية، فالواقعية مطلوبة، والصبر مهم، بشرط أن يكون هناك عملًا منظمًا وواضحًا يؤدي إلى نتائج إيجابية، ويحقق طموحات وتطلعات الاتحاديين. تخبطات دياز بالعودة في الحديث إلى دياز، فقد خاض الاتحاد خلال معسكره الخارجي 5 مباريات، ولعب 3 مباريات رسمية، سوبر وبطولة عربية ودوري، وكل المباريات الثلاث ظهر فيها الفريق بلا هوية، حتى القوة التي كان يتكئ عليها العميد سابقًا تكفل دياز بإنهائها وهي سرعة المرتدات، وهنا لا بد أن نتوقف ونشير إلى أن دياز ليس وحده، فمن اختار المحترفين أخطأ في الحساب، استقطب لاعبين بطيئين، وميزة الاتحاد هي السرعة، فضاعت أهم المميزات، ولا جدال أن كثرة المحترفين قلصت أو بالأصح وأدت مسألة الروح التي كانت تميز الفريق، أما أبرز اللاعبين خلال الموسمين الماضيين، وأفضل لاعب في الدوري السعودي للمحترفين الموسم الماضي كارلوس فيلانويفا، فقد أفقده دياز كل مقومات النجاح، أبعده عن المناطق الخطرة وكلفه بأدوار دفاعية، وأتفق مع كلام دياز خلال المؤتمر الصحفي حينما برر تغييره لفيلانويفا أمس الأول بكونه متعبًا، وهذه حقيقة لا جدال فيها، ولكن كيف بات اللاعب صاحب العطاء بسخاء حتى آخر الثواني متعبًا ومرهقًا؟ ببساطة دياز كلفه بأدوار متعددة دفاعية وهجومية، والركض في مساحات طويلة وعريضة بلا جدوى، فمن الطبيعي أن يُرهَق ويتعب وتقل فائدته. وخلال مباراة الشباب، فرّغ دياز الوسط بعد أن أخرج فيلانويفا والأحمدي، وملأ الأطراف باللاعبين، فغابت السيطرة وبالتالي اختفت فاعلية الأطراف، وكان الاتحاد نسخة من الهلال الموسم الماضي، تحضير بطيء واستحواذ ممل وعدم صنع فرص حقيقية أمام المرمى، هذا هو دياز، ومع أننا لسنا مع الأحكام المتسرعة، لكن الرؤية بخصوصه تمتد إلى فترته مع الهلال. كذلك من يصدّق أن لاعبًا دوليًا بإمكانيات منصور الحربي يتحول إلى احتياطي ثالث في الاتحاد، ويبقى في جدة، على حساب البرازيلي البطيء كارليتو (بغض النظر عن خطأ الهدف الذي ارتكبه خلال المباراة، فالأخطاء في الكرة واردة) والأدهى والأمرّ محمد قاسم!! وإن صحّت المعلومات أن تبريرات استبعاد منصور الحربي كونه غير جاهز لياقيًا فتلك مشكلة أخرى، كيف استعان به أمام الوصل، وهو غير جاهز، وكان معه خلال المعسكر؟؟ وهناك تقارير تصدر من المختصّ اللياقي، هذا إذا كان عمل دياز احترافيًا، ويوزّع المهام حسب الاختصاص، أما إذا كان ابنه «إيميليانو» الآمر الناهي في كل شيء كما يتردَّد، فهنا نتوقف ونعود لبداية الحديث. يتردّد كثيرًا أن بيزيتش لاعب كبير، وهدّاف الدوري الصربي، والسؤال الأهم: هل هناك لاعب صربي مميز يبقى في الدوري الصربي؟! جميعهم يغادرون ويبقى العاديون، فالدوري الصربي ترتيبه أوروبيا ال25، وهذا الرقم كافٍ، مع ذلك افتقد هذا اللاعب للتغذية السليمة، لأن صناعة اللعب مختفية، بإبعاد صانع الألعاب المميز فيلانويفا عن المناطق الخطرة التي يجيد التعامل فيها، ونتوقف طويلًا مع البرازيلي رومارينيو، الذي تابعناه لاعبًا مميزًا مع الجزيرة الإماراتي، أما في الاتحاد فلا يقدم شيئًا، عك كروي ويعيش حالة توهان في الملعب، والواضح أنه يفتقد للتوظيف السليم من قبل المدرب، ولا يعرف ما هي مهمته بالتحديد، وما هو المطلوب منه، لذلك يعتبر محور العك في الأداء الاتحادي، كما أن المدافع الأسترالي جورمان نموذج في البطء.. معقولة أن جميع المختارين للانضمام إلى الاتحاد بطيئون، مع أن هذا الفريق ميزته السرعة واقتناص المرتدات طيلة السنوات الماضية!! ليست معلومة ولا فكرًا فنيًا، الكرة الحديثة تعتمد على السرعة والحركة بدون كرة لخلق المساحات، وهذا كله غير موجود في فريق الاتحاد الحالي. آخر الكلام ماذا عن فالديفيا؟ حقيقة شرّ البلية ما يضحك! مستوى أقل من المتواضع، لاعب معطوب، بعيد عن المباريات، وكان مصابًا، ويبدو أنه إحدى تدبيسات وكلاء التعاقدات! حتى كريم الأحمدي اللاعب المميز، لم يظهر أمس الأول بمستواه، لأن السوء الفني الجماعي يؤثر على الكل. حتى فهد المولد لم يختلف كثيرًا عن الآخرين، افتقد للتوظيف الصحيح، وفقد ميزته المتمثلة في استغلال المساحات والركض خلف الدفاعات، أما عساف القرني فهو يستحق التحية على الأداء الذي قدّمه وإنقاذه للعديد من الكرات. خلاصة الكلام استمرار دياز مضيعة للوقت، أنقذوا الاتحاد بمدرب قادر على صنع هوية للفريق بدلًا من المبررات الواهية والإسطوانة المشروخة «نحتاج وقتًا للانسجام».