ليس من السهل أن يضع المرء ثقته بالآخرين وخاصة في ظل المتغيرات المادية والأخلاقية في واقعنا المهني والعملي والاجتماعي، فمن هنا لابد لنا أن نعرف ماهية الثقة بشكل عام، (فالثقة هي العلاقة بين اثنين مبنية على مصداقية لا يخالطها شك بنوايا وأخلاق الشخص) ومن الممكن أن نستعرض باختصار أنواع الثقة الملموسة في حياتنا أولها الثقة العمياء بشكل خاص تعرف (بأنها هي تلك العلاقة الوطيدة المطلقة والقوية المبنية على الارتياح الذي لا يحمل أي شك أو ظن تجاه الموثوق به مهما كانت الظروف) وهي من أخطر الانواع ومن الأفضل وضع حدود للثقة العمياء لأنها في الأخير تؤدي الى الإحساس بالخيبة الكبرى فالخيانة تأتي أكثرها من خلال الثقة العمياء. والنوع الثاني من الثقة هي (علاقة مبنية على الحذر بوجود شيء من الخوف وعدم الارتياح مما يجعل الشخص حريصاً بالتعامل مع الطرف الاخر دون أن يشك بنواياه) ويعتبر هذا النوع أقل خطورة من الثقة العمياء تترتب عليه عواقب قد تكون متوقعة كالثقة بالمقربين. وهناك أيضًا النوع الثالث من الثقة وهي (الثقة القائمة على العلاقة غير المستقرة، ويمكن أن تتحول العلاقة الى شك وخوف مما يجعل الشخص الآخر كاذبًا يتربص بمن وثق به). وأهم انواع الثقة هي الثقة بالنفس وهي ثقة مهمة لابد أن تكون موجودة في الشخص حتى يتغلب على المشاكل التي يصادفها في حياته دون اللجوء الى أحد ولكي يكون الشخص فعالاً في المجتمع عليه أن يدرب نفسه على الثقة من خلال تطويرها وتصحيح اتجاهاتها والابتعاد عن النقد السلبي للنفس فمن العوامل التي يمكن أن تساعد الشخص على بناء الثقة عوامل معنوية كمعرفة الشخص لنقاط قوته ونقاط ضعفه وكذلك عوامل علمية كالقدرة على التعبير عن النفس ومواجهة كل ما يدور من حوله بالشكل السليم والمنطقي، ومن أراد أن يخطو بثقته فعليه أن يخطو ببطء حتى يتجنب العواقب المخيفة وكذلك الإفراط الزائد بالثقة يؤدي إلى مخاطر كبيرة.