استغل وافدون تأخر شركة المياه الوطنية بجدة عن توفير المياه عبر الشبكة لبعض الأحياء في رفع أسعار الصهاريج بطريقة مبالغ فيها حيث تصل نسبة ارتفاع الصهريج عن سعره الرسمي مابين 50% والى 100% وربما أكثر لبعض الأحياء البعيدة عن الأشياب ورصدت «المدينة» خلال جولة لها صباح أمس أمام أشياب العزيزية واقع السوق السوداء والآلية التي تتبعها بعض العمالة الوافدة في بيع المياه عبر الصهاريج بالرغم من صدور فواتير محددة من شركة المياه الوطنية بقيمة 59 ريالا للصهريج « 9 « أطنان. وكشفت الجولة عن أن تحديد السعر يتم بعشوائية شديدة من قبل العمالة الأجنبية المسؤولة عن توزيع الكوبونات، ويتعللون برفع السعر في الغالب ببعد أو قرب المسافة من الأشياب، فالحمدانية مثلا - شمال جدة يصلها الصهريج المسعر ب 59 ريالا بنحو 100 ريال تقريبا، فيما يتراوح سعره في الأحياء المجاورة مابين 80 - 100 ريال للصهريج، أما الصهريج سعة 18 طنا فيخرج من الأشياب حسب السعر الرسمي ب 119 ريالا لكنه يصل إلى بعض الأحياء ب 300 ريال في حين يصل سعره في الأحياء المجاورة مابين 150 إلى 230 ريالا. وتأتي تلك الأسعار المبالغ فيها في ظل عدم وجود أزمة للمياه في الأشياب وفقا لتأكيدات الشركة، فيما تحمل الفواتير مسميات لشركات ومؤسسات خاصة غير معروفة مما يثير التساؤل حول من سمح لهؤلاء بمزاولة النشاط أمام الأعين وفي وضح النهار ودون رقابة كافية. وإلى ذلك أعرب عدد من السكان التقتهم «المدينة» بجوار الأشياب عن استيائهم الشديد من ارتفاع الأسعار والمبالغات التي يتقاضاها سائقو الصهاريج أمام الأشياب والتي لجأوا إليها اختصارا للانتظار الطويل وإجراءات الحصول على صهاريج المياه وذلك في الأحياء التي لم تغذ حتى الآن بشبكة المياه. وطالب السكان بوضع حد للسوق السوداء وسرعة توفير المياه من الشركة ذاتها وبالثمن المحدد مؤكدين بأن ذلك النموذج اللانظامي تسبب في تأخر وصول الصهاريج للمواطنين في الوقت المحدد مما قد يولد أزمة مياه خاصة خلال فترة الصيف، وأشاروا إلى أن وقتا طويلا يضيع في مساومة سائقي الصهاريج على السعر، مطالبين الشركة بتنظيم ومراقبة ومتابعة تلك الصهاريج حتى وصولها للعملاء دون تأخير أو تسويف. الشركة للمواطنين: أسعارنا ثابتة واحذروا التعامل معهم توعدت شركة المياه الوطنية بجدة سائقي الصهاريج المتلاعبين في الأسعار بالغرامة حتى 5 آلاف ريال مع إيقاف الصهريج عن العمل، مؤكدة أن أسعار صهاريج مياه الشرب ثابتة لم تتغير، ودعت المواطنين للإبلاغ عن أي صهريج مخالف، بتصوير لوحة الصهريج وإرسالها للشركة. وجاء تحذير الشركة فى ظل استغلال البعض حاجة سكان أحياء لم تصلها إمدادات المياه برفع أسعار الصهاريج، حيث حذرت الشركة العملاء من التعامل مع سائقي الصهاريج المجاورة للأشياب والذين يرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه مؤكدة أنه في حال ثبوت ذلك فإن لديها إجراءات بالغة الصرامة تبدأ بغرامة مالية وانتهاء بسقفها الأعلى بإخراج الصهريج من الخدمة بشكل نهائي. كما دعت الشركة على لسان مدير التواصل بشركة المياه الوطنية بجدة خالد مقبول العملاء والمواطنين بعدم التعامل مع باعة السوق السوداء وإيجاد بيئة مريحة لهم للاستمرار في هذا النشاط اللانظامي نافية في ذات الوقت أي نقص في المياه وتساءل مقبول: لماذا يلجأ المواطن أو العميل للتعامل أو الشراء من هؤلاء الباعة أو السائقين للصهاريج المجاورة للأشياب في الوقت الذي يمكن الحصول على صهريج عبر مكالمة هاتفية بالاتصال على خدمة لعملاء بالشركة.