الجو يلتهب حرارة، والمشكلة تتكاثر تعقيداتها، والليل في حلكتِه يتزايد، نعم.. تمهل!! أرأيْت الجو يلتهب وما مددت نظرك لترى بعد اللهيب لطافة؟ ورأيت المشكِلة تتعقد وما رأيت أن بعد العسر يسراً؟! وهاك ترى الليل في حلكته يتضاعف وما نظرت لبزوغِ الشمسِ وتلك الخيوطِ المنسدلة تهْدي الكون الضياء؟!.. البعض منا يرى الواقع على أنه نهاية الأمل، نهاية الصلاح، نهاية الفلاح، لا يا عزيزي، ما زال في الحياة بقية، وما زال في الأمة خيرٌ حتى تقوم الساعة. قال الخطيب الإدريسي في إحدى خطبه: إن الإسلام إذا حاربوه اشتد، وإذا تركوه امتد، وهذا يا صاحِ حسن ظننا بربنا، قبل بضْعة أعْوام في زيارتي لبلاد جنوب شرق آسيا كنت أرى ما نسمعه من خلعٍ للحجاب، وتنكر البعض لدينهم، ونزع بقايا الحياء بمجرد أن تشق الطائرة عباب السماء، وفي هذا العام تكررتِ الزيارة لذات البلاد، فانبجست أسارير الفرح، وغردت بلابل الدوح فخراً لما صار عليه الحال، فتياتٌ ويبدو للناظِر أنهن حديثات عهدٍ بدخول القفصِ الذهبي، اختارت الواحدة منهن أنْ تتباهى بهويتها، أنْ تظل شامخةً بنقاء ثقافتِها، تجوب السحاب، وتسير على الشواطىء البيضاء، تزور المنتزهات، وتستمتِع بكوبِ قهوتِها، لم يضرها حِجابها، ألتقط نظراتي يمنة ويسرة، ويرتفع منسوب الفخر بمثل تلك العقول الناضجة، الراقية في ثقافتها، التي أبت أن تكون منساقةً وراء كل شارِدةٍ وواردة، أيقنْت حينها أن الخير باقٍ في أمة محمد صلى الله عليهِ وسلم إلى قيام الساعة، لا تقُل كثرت الفتن، ولم يبق في الدنيا خير، لا تترك لأذنِك أن تنصاع لأصواتِ المحبطين، ابدأْ بنفسك تنجُ وينجُ من حولك، ارتقِ بفكرِك، افخر بدينِك، حافظ على تراثك، تمسَّك بهويتك تلك الحضارة والتطور، بذلك سيعلو شأنك وتكبر في عينِ نفسِك والآخرين.. فلنكن شامخين كالجِبال لا نتلون بألوانِ الرمال.