فقد الوسط الثقافي والأدبي علمًا كبيرًا، وأديبًا لامعًا، وإداريًا ناجحًا، وقامة وطنية مخلصة، إنه الأديب الأستاذ محمد بن عبدالله الحميّد الذي ارتبط اسمه بنادي أبها الأدبي رئيسًا لمجلس إدارته في المدة من 1399- 1428ه رحمه الله رحمة واسعة. وقد أثرى الأديب الحميّد رحمه الله المكتبة السعودية بعدد من المؤلفات، ومن المتوقع أن ينهض نادي أبها الأدبي بندوة ترصد جهوده رحمه الله، وخاصة أعماله القصصيّة والمقالية، وتجربته في تأسيس النادي وإدارته نحوًا من30 عامًا، ولكنني أتطلع كذلك إلى أن تشارك الأندية الأدبية الأخرى في عقد ندوات عنه، أو طباعة أعماله الكاملة. وفي رأيي فإن مفتاح شخصية الأستاذ الحميّد رحمه الله تتجلى أوضح ما تتجلى في اختياره لعنوان زاويته «من وحي الوطن»، التي ظل سنوات طويلة يكتبها في جريدة الوطن، فهو كاتب وطني مخلص مهموم بوطنه متطلع لرقيّه داعم لرؤاه وسياسته متفائل بغد أفضل ومستقبل أجمل له. وقد حاز الحميّد على ثقة الدولة، إذ عمل في عدد من المهام الوظيفية، وله الفضل بعد الله في دعم عدد من الأدباء الشباب الذين أصبحوا الآن أهم الأسماء الثقافية في منطقة عسير، إذ امتلك القدرة الإدارية الفذة وحسن الخلق ولين الجانب. (*) نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأدب العربي