خيم الحزن على الأوساط الثقافية في منطقة عسير و مناطق المملكة كافة بغياب الأديب الكبير ابن حميد، بعبارات مكلومة تحدث عدد من المثقفين والأدباء ل «الرياض»، حيث تحدث الشاعر محمد زايد الألمعي بعبرة وألم: ماذا أقول عن أربعة عقود مرت منذ آواخر العام 1399 وقبل انطلاق العمل الفعلي في أدبي أبها وحتى شرفت بخلافته في رئاسة النادي قبل سنوات، شهادتي تطول عن هذا العلم الشامخ، سأكتبها حين يخرج قلبي من وعثاء الوجع والحزن. ويضيف: لم أتعود أن أبوح بحزني. وأقدم عزائي لأسرته ومحبيه فهو الكبير والخالد في وجداني ذلك الرجل الذي منحني الكثير من الفرص وساندني واستوعب نزقي واندفاعي وأبعد عني مكامن الشر في أزمنة صعبة وزكاني حين كان الآخرون يريدون الكيد، رحمك الله يا أبي الثاني محمد بن حميد. وقال الروائي أحمد الدويحي: الحزن يعصف بي، إذا أتلقى خبر رحيل رائد من رواد الثقافة في الوطن وأحد رجالات منطقة عسير الكبار ورئيس النادي الأدبي بأبها، عرفت الرجل -رحمه الله- عن قرب في الملتقيات الثقافية فكان نعم الرجل، ولكن حينما قدم لي دعوة قبل عقود، لأتحدث عن تجربتي الروائية المبكرة على منبر نادي أبها الأدبي، فقد احتواني بحبٍ باذخ رغم أني كنت في رعاية الأصدقاء، وبالذات الشعراء محمد زائد الألمعي وأحمد التيهاني والقاص الغائب الحاضر أحمد صغير والصديق القاص ظافر الجبيري، فقد كان ابن حميد يواصل الاتصال بي ليطمئن على راحتي، ويطمني على الأمسية، وأبها حينها إحدى محطات الصراع الشرس بين الحداثة والتقليدية، ويوصيني بإيداع رواياتي مكتبة النادي ليسهل على الباحثين الحصول عليها. وقال القاص خالد اليوسف: العزاء يمتد للوطن كافة برحيل الأديب والمثقف والرائد المؤسس لنادي أبها الأدبي، ويضيف: التقيته مرارا وتكرارا، ووجدت فيه الشيخ الجليل والوقار المهيب والعالم والمثقف الشديد والحريص والمتواضع والأب الكبير. وتحدث رئيس نادي الرياض الأدبي السابق الدكتور عبدالله الحيدري قائلا: فقد الوسط الثقافي والأدبي علمًا كبيرًا، وأديبًا لامعًا، وإداريًا ناجحًا، وقامة وطنية مخلصة، إنه الأديب أ. محمد بن عبدالله الحميّد الذي ارتبط اسمه بنادي أبها الأدبي رئيسا لمجلس إدارته في المدة من 1399- 1428ه. فقد أثرى الراحل المكتبة السعودية بعدد من المؤلفات، من أشهرها: شهادة للبيع وقصص أخرى (1404ه)، وافتراءات الصليبي (1408ه)، وآخرها كتابان صدرا عن ناديي: أبها والأحساء هذا العام 1439ه / 2018م، وهما: رجال استحقوا التنويه، وإصدارات وقراءات ضمن سلسلة «من حصاد السنين». وبين الحيدري أنه من المتوقع أن ينهض نادي أبها الأدبي بندوة ترصد جهود الأديب الأستاذ محمد بن عبدالله الحميّد -رحمه الله-، وخاصة أعماله القصصيّة والمقالية، وتجربته في تأسيس نادي أبها الأدبي وإدارته نحوًا من 30 عامًا، وحبذا عقد ندوات عنه في الأندية الأدبية الأخرى. خالد اليوسف محمد الألمعي د. عبدالله الحيدري أحمد الدويحي Your browser does not support the video tag.