حلّقوا بأمانيكم على أجْنحةِ الفرح، اعْتَلوا كل العقَبات، وزاحمُوا كلّ الأبواب، فلا مكانَ للمستَحيل، ولا بقاءَ لليأس، فقط ظُنّوا بالله خيراً وسيُكرمكُم الكريم، أطلِقوا العَنانَ لظنكم ولا توقفوه على حد، فالواسع يملك الخزائن، وخزائنه ملأى، في الحديث: (أنا عند ظنّ عبدي بي فليظنّ بي ما شاء). لا تتَقَهْقروا في الطّلَب، ستأتيكُم السعَادة، سَيأتيكم الفَرح، ستَرون الحُلَم تحقّق، لا تتْرك لأحلامكَ أنْ تهْرَم، أن تتَبدّد عليها تجاعيدُ اليَأْس، ولا أن ترْكنَ لمُسكّناتِ الحَيَاة، اعلِ بصَرك، واسْمُ بقلْبك، لا تطَأطِىء الهمّة فالقاعُ مزدَحِم، انظُر بعينِ الأمَل، فهناكَ مَنْ بلغَ سطح القمر بمجرّد حلمٍ سعَى له، اجعل من الترحِ مرحاً، ومن النّقمة نعمة، ومن المحنة منحة، ارتدِ عدسةً تلوّنُ لك الحياة، واترك تلك القاتمة لقاعِ البحر وانطلق، كُنْ للضّائقينَ سعة ولليَائسينَ حَياة، كُنْ كالكَوْنِ رَحباً لتُجزَى خيراً مِن الإِله، كم منْ بَسمةٍ ارتَسمَت وفرحةٍ كَسَتِ القلوب دون قصْدٍ من صاحِبها، انشرْ الفرَح وازْرع بُذورَ الخَير في كلّ صَوْب تَأتِكَ السعاداتُ من حيثُ لا تعلم. ظرفٌ أجبرني على تركِ العمل والرّكون لوقتٍ طويل في المنزل، لم أتقبّل ذاكَ القَرار على كُلّ حياتي، فالحماسُ في الورِيد متّقد، والهمّة في سوَيْداءِ القلبِ تتأجّج، لنْ يخبُو ذلك الأمل، ولنْ ينطفىء بصِيصُ العمل، سعَيتُ علَى انفرادْ، وحصلتُ على العدِيد منْ الاعتِمادات، وبدأتُ رحلة طموحٍ جديدة، لأجد أن ذلك الظّرف الذي أجلَسني كانَ موْقِداً لأنْضجَ على مائِدةِ الحياة، وبعدَ ذلكَ لم تنته السّعادات التي توالت، فذاك يُهنّىء، وتلكَ تُثنِي وتُبارك، وإخوةٌ يحتفونَ ويفْخرُون، وأهْلٌ بالقَلمِ يُشيدونْ، فأبحِرْ في غِمَارِ ذاَتك، وانتَشِل أجمَل مَا فيهَا، واصقُل خفاَياكَ لتَنضجَ بجَمَال.