قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، أثناء ترؤسه أمس قمة لزعماء الطوائف المسيحية من أجل السلام في الشرق الأوسط، إن تشييد الجدران واحتلال الأراضي والتعصب الديني لن يحل الصراع في المنطقة. وكرر البابا أيضا وجهة نظره بشأن احترام «الوضع الراهن» لمدينة القدس ودعم حل الدولتين لتسوية الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وعقد البابا فرنسيس هذه القمة في مدينة باري الإيطالية التي تعد منذ قرون بوابة للشرق الأوسط وموطنا لرفات القديس نيكولاس أحد الشخصيات المبجلة لدى الطوائف المسيحية في الشرق والغرب. وقال في ثاني خطاب يلقيه بعد اجتماع خاص بين القادة الدينيين «الحفاظ على الهدنة ببناء الجدران واستعراض القوة لن يؤدي إلى السلام... لكن وحدها الرغبة الملموسة في الإنصات وبدء الحوار» هي التي ستأتي به. وأضاف البابا: • فلنضع حدا لاستفادة قلة من معاناة الكثيرين. • لا لاحتلال المزيد من الأراضي والتفريق بين الناس. • يتعين حماية كل المجتمعات في الشرق الأوسط «وليس الأغلبية فقط. معاناة سوريا وأدان «المعاناة الرهيبة» التي تشهدها سوريا خاصة الأطفال. وقتلت الحرب الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات مئات الآلاف وشردت 11 مليونا من بينهم ستة ملايين لاجئ فروا إلى الخارج. كما أدان البابا «اللا مبالاة الفتاكة» و»تواطؤ كثيرين بالصمت» بما يؤجج العنف منتقدا بحدة شراء الأسلحة حيث قال «لا يمكنك الحديث عن السلام فيما تسارع سرا إلى تكديس أسلحة جديدة». وقال إن الخروج الجماعي لمسيحيين بسبب الصراعات وصعوبة الأحوال المعيشية يخاطر «بتشويه وجه المنطقة. الشرق الأوسط بدون مسيحيين لن يكون الشرق الأوسط كما نعرفه». القدس جوهر الصراع وأدان البابا أيضا التطرف الديني، وذكر أن العديد من الصراعات في المنطقة أججتها «أشكال من التطرف والتعصب تدنس السلام تحت ستار الدين». وتحدث البابا مرتين عن القدس التي تمثل جوهر الصراع. وأوضح أن «الوضع الراهن» للقدس يجب احترامه بصفتها مدينة مقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين. ودعا البابا من قبل كل الأطراف لاحترام قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بالمدينة وعبر الفاتيكان عن قلقه العام الماضي عندما أعلنت واشنطن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.