توقع إبراهيم الألمعي أبرز فناني «القط العسيرى» أن ينتقل هذا النوع من الفن إلى «العالمية» خلال السنوات القلية القادمة بعدما سجلته "اليونسكو" مؤخرًا ضمن القائمة التمثيلية للتراث العالمي غير المادي كأهم عنصر جمالي، مشيرا إلى الدور الكبير، الذي لعبته مبدعات عسير في الارتقاء بهذا الفن، وقال إنه على المستوى الشخصي نقل هذا الفن إلى الأرجنتين خلال مشاركته في أحد المعارض الدولية هناك بجانب مشاركاته في معرضي السكة والسفر والسياحة في دبي وعدة معارض دولية ومحلية. «المدينة» التقت الألمعي لإلقاء الضوء حول تاريخ ومستقبل هذا النوع من الفنون وجوانب الإبداع فيه وأشهر العاملين فى هذا الحقل الإبداعي، حيث أشار إلى أن "القَط" هو فن تزيين جدران المنازل وهو ما تفعله المبدعات من نساء منطقة عسير في المنازل، خصوصا منازل الأثرياء ووجهاء المجتمع قديما، فهي تختار أنماط هندسية وتصاميم مختلفة متناسبة لإنجاز طبقات فوق بعض تتشكل فيها العديد من الخطوط والرسومات لكل منها مصطلحها الخاص ثم تلون بعدد من الألوان، والتي كانت بدايتها بلونين الأسود والأحمر. فن ارتبط بالمنطقة وحول تاريخ هذا الفن العسيري وجوانب الإبداع فيه، قال الألمعي ل»المدينة» إن القط العسيري فن تراثي قديم في المنطقة، حيث يختص بزخرفة المنازل من الداخل وتقوم به النساء مع تولي الرجل مسؤولية بناء وصيانة المنزل من الخارج فإن سيدة المنزل تتولى زخرفته من الداخل، إذ ترسم أشكالًا متناسقة على جدران الغرفة وفيها ألوانا براقة وجذابة مشيرا إلى أن أشهر تلك النساء جحاحة بنت بريدي بقرية رجال المع وآخرهم فاطمة أبو قحاص. موهبة مبكرة وعن بداية علاقته بهذا النوع من الفن قال: «بدايتي في هذا الفن فعليا كانت منذ أكثر من 20 عامًا عندما كنت أراه بجدران البيوت في قريتي الصغيرة برجال المع وأتأمل الألوان وتداخلاتها والأساليب الهندسية المستخدمة في تنفيذ رسومات ذلك الفن الثري بثقافة عتيقة وجميلة . ويضيف: «تعودت مخالطة الفنانين الكبار في قرية المفتاحة والاحتكاك بهم رغم صغر سني آنذاك، حيث كنت أتابعهم حينها وأنقل ما رأيته لأنفذه تطبيقيا إلى أن أصبحت أمتلك مرسما خاصا بي بعد أكثر من 13 عاما في قرية المفتاحة ..». 15 لوحة فنية وعن أول عمل فني بالقط العسيري قام به قال الألمعي:»أول عمل لي بهذا الفن كانت على شكل لوحة قمت بنقشها لتحاكي فن القط قمت وكان ذلك في عام 1420 ه حيث كانت تتكلم تلك اللوحة عن فن القط بكل أشكاله، كما قمت بتنفيذ هذا الفن العسيري في أحد المنازل التي أسكنها في قريتي الصغيرة الجميل على جدرانه وأخذ مني وقتا طويلا إلى أن انتهيت منه كما نفذت لاحقا في قرية المفتاحة التشكيلية جداريتين للقط، وأيضا في متحف عسير الإقليمي جدارية وأيضا في مطار أبها وبعدها انطلقت وخرجت عن العمل التقليدي لفن القط العسيري، حيث وظفت رموز هذا الفن الجميل وأشهرها السنابل والأرياش والمثلثات وقمت بتطويرها في لوحات بأسلوبي الخاص في أكثر من 15 لوحة فنية. من الأبواب للجدران وقال إن المدقق في هذا الفن يجد أن القط على الجدران أحدث من النقوش الموجودة في أبواب البيوت القديمة خصوصا أن جميع رموز فن القط وجدت في الأبواب والشبابيك بالبيوت القديمة، والتي عمرها يتجاوز مئات السنين حيث كان يصنعها رجال القرية ثم جاء بعد ذلك فن القط على الجدران وعرف عبر نقشه على جدران المنازل من قبل نساء القرية. فنانات بارزات وعن أبرز فناني القط أشار إلى أن هناك نساء وثقوا هذا الفن من زمن طويل أشهرهم، ووثق هذا الفن على يد جحاحة بنت بريدي ثم جاءت من بعدها فاطمة بنت امسباع ثم أمنه بنت محمد بن هادي وهي والدة فاطمة أبو قحاص ثم فاطمة الزهر وآخرهم كانت فاطمة أبوقحاص، حيث إن هؤلاء هم أبرز فنانات القط في قرية رجال المع. وعن «أسرار هذا الفن» قال إن أسراره تكمن في رموزه، خصوصا أن الأشكال المستخدمة في القط العسيري لها مسميات وأولها: الارياش والسنابل والمحاريب والأختام والأمشاط والحظية والبنسلة والشبكة والتعذيق والركون فيما كانت ألوانه تستخرج قديما من الطبيعة، حيث بدأ هذا الفن باللونين الأسود والأحمر فقط. غرفة المئة عام وأشار إلى أن هناك غرفة في أحد المنازل برجال ألمع يطلق عليها غرفة المئة عام، حيث إن عمر نقوش القط فيها تجاوز أكثر من 100 عام منذ تنفيذه وهي بالتحديد في أحد منازل أجداده بالقرية بجانب أيضا بيوت أخرى لكنها تعتبر أحدث من تلك الغرفة.