الحلاوة هي البهجة في العيد، لذا يترقب كثير من المهنئين نوع الحلوى، التي سيقدمها صاحب المنزل، ومع هجمة المأكولات الغربية لا تزال الحلويات الشعبية تقاوم الانقراض محافظة على بساطتها وتسمياتها الشعبية الدارجة والمتعارف عليها منذ انطلاقها قبل عشرات السنين، بعضها يحمل أسماء طريفة ك(الشطي مطي) (العروسة) (الحلاقيم)، (البرجون)، حيث يصر الكبار قبل الصغار على وجودها ضمن سلة الحلوى لارتباطها بالزمن الجميل. وفي قلب المنطقة التاريخية بجدة تجد باعة الحلوى يتغنون بالأهازيج الشعبية بحلوى العيد، كقولهم «يا حلاوة العيد يا حلاوة.. من مال جديد يا حلاوة.. أشكال وألوان يا حلاوة.. جاكم العيد ياحبايب» ويقول خالد عبدالقوي - وهو صاحب بسطة لبيع الحلويات في منطقة البلد: على الرغم من وجود أنواع متعددة من الشوكولاتة (التركية، البلجيكية، وغيرهما) إلاَّ أن هناك بعض الزبائن ومن مختلف الطبقات يحرصون على اقتناء بعض الحلويات القديمة، مثل حلاوة أبو بقرة الشعبية، إضافة إلى حلاوة العروسة، ومطي، والحلاقيم. مشيرًا إلى أن سعر الكيلوجرام منها يتراوح بين 4070- ريالًا - حسب مستوى الجودة- مشيرًا إلى أن بعض الزبائن يفضل عمل تشكيلة متكاملة من الحلويات والشكولاتة، ويقدر سعر كيلوجرام التشكيلة ب45 ريالًا. وأشار خالد إلى أن الكثير من الزبائن باتوا يفضلون شراء تلك الحلويات الشعبية لارتباطها بذكريات جميلة في مناسبة العيد، وتوارث ذلك من الآباء إلى الأبناء. وفي اليومين الماضيين تحوّلت معظم البسطات الرمضانية الواقعة في قلب منطقة البلد إلى أخرى لبيع حلويات العيد، مزيّنة بالديكورات الجذّابة، التي تتناسب مع طبيعة المنطقة التاريخية لجلب أكبر قدر من الزبائن لشراء حلويات العيد، وبدأ الإقبال عليها يتزايد من قِبل أهالي وزوّار المحافظة، مقارنة بالأنواع الأخرى، وذلك بسبب انخفاض سعرها، وارتباطها بذكريات الطفولة، وأيام الزمن الجميل. ويبيّن ماجد طاهر- وهو بائع للمكسرات في سوق العلوي- أن بعض الزبائن يفضّلون أن يقدموا لضيوفهم في العيد أطباق المكسرات المختلفة؛ بسبب احتوائها على مجموعة من الفيتامينات الطبيعية.. مشيرًا إلى أن من أبرز الأنواع التي يكثر عليها الطلب في موسم العيد هي: «الكاجو الهندي، وعين الجمل (الأمريكي)، واللوز والبندق (الإيراني)، ومشكل الدبيازة (عبارة عن تشكيلة منوعة من المكسرات). من ناحيته قال أحمد المالكي ( 49 عاما): إن حلاوة العيد تذكره بأيام الطفولة وفرحتها البريئة؛ لذا هو يحرص على اصطحاب أبنائه عند شراء الحلوى، قبل العيد، حيث يقوم بشراء تشكيلة واسعة من الحلويات الشعبية، إضافة إلى الحلويات الفاخرة كنوع من امتزاج الماضي بالحاضر.