* أُقَدّر أبداً الإعلامي الكبير (الأستاذ علي العلياني)، فهو قَامَة وهَامَة نفتخر بها في برامجه التي ناقشت وتناقش قضايا الساعة في الجوانب الخَدَمَاتية والاجتماعية، ولكن يبدو أنه في برامجه الحوارية، ولاسيما (مجموعة إنسان) يقع تحت تأثير مدرسة إعلامية مصرية، ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية، فيها يتمّ التكريس لحضور (فئة الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات)؛ وذلك من خلال تَداوِل أخبارهم الشخصِيّة قبل الفنّيّة على نطاق واسِع، وحضورهم الطاغي في البرامج الحوارية، فهم الضيوف الثابتون فيها ينتقلون من قناة إلى أخرى ومن إذاعة إلى ثانية، ومن صحيفة إلى مجلّة، كما أنهم قَادَةٌ للحملات والمناسبات والاحتفالات الوطنيّة! * يحدثُ هذا محاولة لتقديمهم ليكونوا رموزاً للمجتمع، ونماذج يقتدي بها الشباب والشابات؛ مع أن شريحة كبيرة من أولئك (مع التقدير لشخوصهم) مجرد نجوم من ورق لايحملون فكراً ولاقضية، والسلوكيات الحَياتية ل(فئة منهم) يكتنفها الغموض وشيءٌ من السلبيات -مع الاحترام لمَن يملك منهم الثقافة، ويُقدم للجمهور رسائل إيجابية-، وكل ذلك في ظِلِّ تجاهل تام لقامات علمية وثقافية ووطنية مصرية قَدّمَت الكثير من التضحيات والعطاءات لوطنها ومجتمعها في شتى المجالات!!. * تلك الممارسات لطائفة كبيرة من الإعلام المصري، أصبحت تمثل معاناة اجتماعية ثقافية يشتكي من تأثيراتها السلبية الخبراء والمتخصصون في أرض الكنانة (مصر)! * (الأستاذ العلياني) في برنامجه الرمضاني يبدو أسيراً لتلك المدرسة؛ إذ معظم، إنْ لم يكن كل ضيوفه من (أهل التمثيل والطرب)، الذين لا تحمل سِيرهم جديداً، ولا خبرات يمكن أن يُفيد منها المتابعون بمختلف شرائحهم؛ وكأن مجتمعنا السعودي خصوصاً، والعربي بعامة قد مات فيه المبدعون والرموز فلم يبق إلا هؤلاء، (الذين أكرر تقديري لشخوصهم). * فما أرجوه من (أستاذي علي العلياني) ومن إعلامنا عموماً أن يكون مواكباً لما يشهده وطننا من تطور وتحولات إيجابية بحيث يكون قائداً يسمو بمتابعيه ل(منصات المعالي) والتنمية الحقيقية في ميادين العلم والثقافة، وأن يسلط الضوء على من أفنوا حياتهم في خدمة مجتمعاتهم وأوطانهم وحمايتها ، وكان في صفحات حياتهم إضاءات مشرقة، وتجارب يتعلم منها الشباب والناشئة! * أخيراً كل الشكر والتّحَايا ل(الأستاذ مفيد النويصر) الذي كان ولايزال برنامجه (من الصفر) يمثل أنموذجاً رائعاً للإعلام الذي يهدف إلى بناء المجتمع، وتعزيز وَعْيَه، وتثقيفه، من خلال الشخصيات التي استضافها في مجالات مختلفة (علمية وسياسية وثقافية)، والتي كانت محطات كفاحها ونجاحها مدارس وجامعات مفتوحة!.