لا يختلف اثنان في إحساس الوحشة الذي ينتاب أغلب الناس إن لم يكن كلهم حين يقارفون الديار، ويلجأون إلى بلدان أخرى لغايات مختلفة، ومطامح متباينة، وتزداد هذه الوحشة حين حلول المواسم التي تشهد طقسًا مختلفًا، حينها يستعيد المغترب صور الذكريات، ويتهاطل عليه الحنين، فيبحث عما يسرّي عنه، ويخفف من وقع هذا الشعور، فإن وجد من أبناء وطنه نصيرًا في الغربة، أنس بهم، وهش لهم، وفي سرّه يقول: وذو الشوق القديم وإن تعزّى مشوق حين يلقى العاشقينا وأي عشق أكبر من عشق الوطن.. هكذا هي حالة المبتعث عبدالمحسن محمّد الخلف، الذي يدرس الطب في جامعة روبرت مورس في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولم يعش تجربة الصوم إلا مرة واحدة، لكنها يصفها ب»الجميلة جدًّا»، قياسًا على ما وجده من ألفة وصحبة بالجامعة أذهبت عنه الوحشة، والشعور بالغربة.. يقول «الخلف» ل»المدينة»: لم أعش تجربة الصوم في رمضان في الخارج إلا مرة واحدة في عام 2016، وكانت جميلة جدًّا، خاصة عندما نجتمع بزملائنا السعوديين للإفطار.؛ حيث تكون أطباق المائدة السعودية حاضرة، فنحاول أن نحاكي الأجواء الرمضانية الجميلة والفعاليات التي نقوم بها بعد الإفطار من تجمع الأهالي والأصدقاء، وممارسة الشواء، والنشاطات الرياضية مثل كرة القدم وكرة الطائرة. كما أن هناك مسجدًا تقام به صلاة التراويح، يأتيه المسلمون من جميع الجنسيات.