أجمع أبناء الوطن داخله وخارجه من المبتعثين على أن شهر رمضان المبارك مناسبة عظيمة ذات خصوصية متفردة، ووصفوه بالشهر الحميم الذي يعيش في ذاكرة كل مسلم، وقالوا إن الحنين إلى الأحبة ممن غادروا الدار الدنيا يزداد في رمضان وعلى مائدة الإفطار على وجه الخصوص. المبتعث لأمريكا لدراسة الهندسة قسم حاسب عبدالرحمن الشلوي يقول: كم قابلنا من أناس سحرونا وأسرونا بحلو لسانهم وطيب معشرهم، فلا تراهم لكونهم مرضى أو فارقوا الحياة أو مغتربين، أو لسجين ينتظر خروجه من خلف القضبان. ويضيف أنه على أحر من الجمر لرؤية والدته وأفراد أسرته، مبينا أنه ارتبط بالكثير من المناسبات والعادات والتقاليد في شهر رمضان المبارك، أبرزها التجمعات العائلية، مثل تناول طعام الإفطار أو السحور. وأفاد الشلوي أن شهر رمضان الكريم يجمع الأهل والأحباب على مائدتي الإفطار والسحور في تقليد توارثه منذ سنين طويلة تمسك به الأبناء بعد الآباء وتعهده جيل بعد جيل بتسابق الغني والفقير. في حين تطرق المبتعث لأستراليا طالع معيض الربيعي للفرق بين الصوم في المملكة مع الأهل والأصدقاء في جو عائلي وروحاني تسوده المودة والألفة والوئام، والصوم في الغربة، أما محمد القحطاني الذي يعاني من كسر في القدم اليسرى قال إن شهر رمضان المبارك يمثل لكثير من الناس العديد من المظاهر الاجتماعية، ولكن هناك بعض من العادات والتقاليد بدأت تندثر وتتراجع عاما بعد عام ولم يتبق منها سوى القليل الذي يعكس عبق الماضي الجميل، متحسرا على الروح الحميمية التي كانت تسود بين أفراد المجتمع في تلك العقود. في المقابل، يترقب السجين عبدالله بن فارس البقمي لحظات خروجه من السجن، ليغير حياة الحزن والفراق إلى حياة السعادة والفرح، حتى يتناول طعام الإفطار مع أسرته وذلك بعد أن أمضى خمس سنوات خلف القضبان. من جانبه، عبر أبو مشاري عن بالغ حزنه لفقد فلذة كبده منذ 18عاما بسبب مرض ألم به، لافتا إلى أنه في كل يوم تشرق فيه الشمس يرفع يديه عاليا في السماء يدعو له بالرحمة باكيا تنهمر الدموع من عينيه، يتوق إلى أيامه الخوالي وحسن معاملته، ويتألم حين يتذكر رحلة العناء والمرض بين الأسرة البيضاء وردهات المستشفيات، سائلا الله جلت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.