أعلم أنك لست على ما يرام والأمور ليست جيدة كما تدّعي وجزء من الأحوال لا يُرضيك ولا أحب أن أراك بهذه الصورة المهزوزة.. أتمنى أن تتغير سريعاً قبل أن يتداول الناس أخبارك.. وهذا لن يسرك فالسرور يدخل على القلوب المفتوحة أما الذين يغلقون باب قلبهم عليهم فلا يستقبلون الزوار، لا يحسنون الضيافة، وليس لديهم جيران وأحبابهم لا يتوددون إليهم.. عليك أن تحب الله من قلبك في هذه اللحظة والآن ولا تؤجل هذا التعلق الشديد أبداً لأن الذين قالوا عن الحياة مدرسة نسوا أن يخبروك أنك لن تتخرج منها.. نحن مورطون بالتعليم عن بُعد للأبد والعالم الذي يزداد سوءاً لن يتحمل لحظات ألمك العابرة لذلك يتوجب على قلبك الإنشغال.. الأقوياء لم يكونوا في بطون أمهاتهم أقوياء بل أطفال جبناء لكن سر تماسكهم أنهم لا يخافون إلا من الله وعندما تأتيهم الفرصة لا ينتهزونها مباشرة إنما ينتظرون الإشارة وهذا ما لم تفعله أنت وإن ازداد الأمر سوءًا ستلقى في سلة الموجودين بلا وجود، لا أحد سيلاحظك أصلاً.. كل الذين يحبون الله من قلوبهم لا يُترَكون بدون إلهام دائماً السماء حولهم بينما يظن الجميع السماء فوق.. إنه وقت الحب من الجوارح من النقطة التي لن يصل إليها أي مخلوق، كان لحظة التعلق التي لا تكون من باب التعود أبداً.. يوم استخراج شهادة ميلاد جديدة.. الاعتراف أنّ الكابوس ليس كابوسًا، الأعداء ليسوا حقيقيين، الابتلاءات ليست ذنوبًا، الأقدار ليست صارمة.. نحب الله، إنها الحقيقة الثابتة منذ أول يوم للحياة لكن هناك حقائق يومية متغيرة تجعلك تحبه أكثر ولا تكذب عندما تقول أنك بخير ولن تتصنع أن أمورك جيدة.. مع تمنياتي لك بتعلق شديد وقوة خارقة.