والدي الغالي محمد بن عبدالله بن عثمان التويجري غفر الله لك وأظل قبرك برحمته وعفوه إنه العفو الرحيم. في بعض المواقف الحزينة يشعر الإنسان بأن قلمه عاجز عن أن يكتب حرفا واحدا أو ان يشرح ما في داخله، يشعر بأن عقله عاجز عن التفكير، أصبحت أكتب وأتراجع فما عاد للكلمة أيّ جدوى، غريب أمرها الكلمات! هل تحزن كما يحزن الإنسان؟ لا أعلم حقيقة.. ولكني أعلم بأني أفتقدك يا أبي، أفتقد بياض ابتسامتك التي كانت تملأ صباحاتي.. لقد رحلت أبي والموت حق، الموت جسر من الدنيا الفانية الى الباقية، نقلك إلى هناك مرض لم يمهلنا طويلا، انتقلت من شقاء الدنيا وآلام أمراضها وابتلاءاتها لرب رحيم لطيف بك، عشرة أيام من المرض كانت كفيلة بأن ترفع روحك الطاهرة الى رحمة الله.. لقد صاغ أبي بالمثل الطيب والقلب السموح الجزء الداخلي مني، صاغه بعناية أبوية شديدة وأحاط قلبي بغشاء حماية محكم، لكن يا أبي الحبيب نسيت مسح آثار يديك لذلك أنا أشعر الآن حين فقدتك بأنني افتقدت الامان في العالم.. حبيبي أبي.. الكل يقول بأن المصيبة تبدأ كبيرة ثم تصغر، إلا مصيبتي فيك، فهي ابتدأت كبيرة وها هي يزداد جرحها عمقاً في قلبي يوماً تلو الآخر، منذ رحيلك أصبحت أراك في كل مكان وأرى الأماكن فيك، أراك في كل وقت. رحلت عن الدنيا ولكنك لا تزال حاضراً في قلبي! حبيبي أبي.. أتعلم ياحبيب ابنتك لو كانت الحياة تهدى لأهديتك حياتي وعافيتي بأكملها لكن هذا هو قدر الله ولستُ اعترض عليه، عزائي فيك المثوبة من الله وحب الناس ودعاؤهم في كل حين وسيرتك الطيبة بشهادة كل من عاشرك أو التقاك. جموع المعزين شهدوا لك بحسن خلقك وهم شهداء الله في أرضه.. حبيبي أبي.. سأكتب لك رسائلي، وأسطر فيها أفراحي وأحزاني، وأصب في سطورها مراحلي وأفكاري بالرغم من علمي أنها لن تصلك! اللهم يا جامع الناس في يوم لا ريب فيه اجمعني بأبي في جنتك واجعل قبره روضة من رياض الجنة واجبر كسر قلبي على فراقه.. ابنتك: هيا بنت محمد التويجري