برحيل سمراء النيل الفنانة القديرة مديحة يسري عن 97 عاما، أمس ، يتوارى غالبية نجوم الرعيل الأول الذي واكب بدايات الحركة الفنية في أوائل القرن الماضي. وبوداعها الحياة تعود للأضواء من جديد الأزمات المالية الصعبة التي يعاني منها النجوم في أواخر العمر خاصة إذا تكاثرت عليهم الأمراض والديون. بدأ المرض يشتد على الراحلة منذ عامين حين أصيبت بوعكة صحية نُقلت على إثرها للمستشفى، ثم أصيبت بالتهابات المثانة وآلام العظام والجلطة، وكانت كلها عوامل كفيلة بمنعها عن الحركة، ليتم نقلها لأحد مراكز التأهيل التابعة للقوات المسلحة، لمساعدتها على مغادرة الكرسي المتحرك، الذي صار رفيقها في الحياة. ولدت الفنان مديحة يسري، واسمها الحقيقي "هنومة خليل حبيب"، عام 1921 وبإحدى أحياء القاهرة، عرفت بلقب "سمراء النيل"، اكتشفها المخرج محمد كريم، وقدمها مع الفنان محمد عبدالوهاب في فيلم "ممنوع الحب" عام 1940، لتنطلق بعدها في مسيرة فنية كُللت بالنجاح، ويتم اختيارها من بين أفضل 10 سيدات في العالم، خلال أربعينيات القرن الماضي، وفق مجلة "التايم". ومن الذكريات السيئة في حياتها، كانت في ستينات القرن الماضي عندما باعت جميع مجوهراتها لتأمين مصروفاتها، بعد تأمين جميع ممتلكاتها، والتي كانت عبارة عن سيارة وفيلا وشركة "صوت القاهرة"، التي أسستها مع الفنان الراحل محمد فوزي. كما سببت وفاة ابنها الشاب الرياضي عمرو في حادث سيارة، لها أزمة نفسية كبيرة، اعتزلت بسببها عن العالم لأكثر من عام، وكرست وقتها للصلوات والدعاء وقراءة القرآن له. تزوجت "سمراء النيل" 4 مرات، أول زيجة لها كان المطرب والملحن محمد أمين، ثم الفنان أحمد سالم، والشيخ إبراهيم سلامة، والفنان محمد فوزي. وبينما أوصت الفنانة بخروج جثمانها لمثواها الأخير من مسجد الحامدية الشاذلية في منطقة المهندسين بالقاهرة، وإقامة عزاء كبير لها في نفس المسجد، وعلى عكس ما طلبت، قررت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكي، خروج جثمان الراحلة من مسجد السيدة نفيسة.