طالب الدكتور عبدالعزيز السبيل، رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بوضع نظام يُجرّم ويعاقب كل من يستغل مواقع التواصل الاجتماعي للتقليل من الأشخاص أو الدعوة إلى العنصرية أو المذهبية، مشيرًا إلى أن مركز الحوار سينظم برنامجًا تحت عنوان «نسيج»في المنطقة الشرقية هدفه مناقشة كل ما يهم الشباب دون الدخول في العقائد، مؤكدًا أن المركز هو منصّة لطرح القضايا المهمّة في المجتمع السعودي. جاء ذلك خلال محاضرته «الحوار الوطني مسيرة ورؤية» يوم أمس الأول في أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني الثقافية بجدة، وأدارها الدكتور محمد الشوكاني، حيث عرض «السبيّل» عدة شرائح عرّف من خلالها بمرحلة تأسيس المركز في عام 2003، برؤية ثاقبة من الملك عبدالله -رحمه الله-، والظروف التي صاحبت ذلك؛ حيث كان الوطن يمر بمرحلة احتقان ناتجة عن التباين المذهبي والأيديولوجي، مبينًا أن طبيعة المملكة كوطن كبير تتفاوت مرجعياته القبلية والثقافية بسبب اتساع المناطق، اقتضت إنشاء المركز ليصبح مؤسسة وطنية تهدف إلى ترسيخ ثقافة الحوار، من منطلق أن كل ابن من أبناء الوطن له الحق في أن يعيش وأن يعبر بغض النظر عن خلفيته العرقية والقبلية والمذهبية. مؤكدًا أن القيادة تبنت فكرة إنشاء المركز لتعزيز الوحدة الوطنية وحماية النسيج المجتمعي تحت شعار «مجتمع متحاور لوطن متلاحم» من خلال تجسيد قيم التعايش. وتابع «السبيّل» استعراض الخط الزمني للمركز، مبينًا أن «مركز الحوار» جمع المختلفين في العادات والتقاليد والرؤى والمذاهب، حيث جمع الشيعة والسنة، في وقت كانت تسود فيه التجاذبات والتنافر إلى حد التطرف، فكانت البدايات متشنجة حتى إن إدارة المركز استنفرت الأجهزة الأمنية تحسبًا لأي تجاوز، وبمرور الوقت وجلسات التحاور أخذت الأمور منحى آخر وديًا؛ حيث خف الاحتقان وتفاءل المجتمع بإمكانية التحاور، مما حدا بالمركز لتوسيع دائرة الحوار، فانتقل إلى معظم مناطق المملكة، وتناول قضايا متنوعة، من العنصرية للخلاف المذهبي للخدمات الصحية لتمكين المرأة والشباب لتطوير التعليم، وغيرها من القضايا. وتناول الدكتور السبيل محطات من مسيرة عمل المركز، منها: * إنشاء مراكز تدريب على الحوار. * تبني مركز للبحوث والدراسات واستطلاعات الرأي. * الشراكات مع مؤسسات عالمية. * إصدار 400 مؤلف. * الإسهام في تجسير التواصل مع الثقافات الأخرى وتغيير القناعات. وختم السبيل محاضرته بالإشارة إلى التطورات الأخيرة، ومنها تشكل مجلس أمناء للمركز مؤلف من (11) عضوًا ليكون بمثابة مجلس استشاري. وشهدت المحاضرة العديد من المداخلات شارك فيها: إحسان طيب، د. محمد أبونواس، ود.فهد الشريف، د.علي مليباري، د.علي الغامدي، الإعلامي علي الزهراني، د. يوسف العارف، والمخرج المسرحي عادل زكي، وآخرون.