رفضت محكمة تركية استئنافا من حزب الشعوب الديمقراطي المعارض والمؤيد للأكراد في تركيا، لإطلاق سراح صلاح الدين دمرداش زعيم الحزب السابق والمرشح الحالي للانتخابات الرئاسية وذلك قبل شهر من انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة. وكان الحزب رشح في وقت سابق من مايو دمرداش المسجون منذ عام ونصف العام في تهم تتعلق بالأمن ويواجه عقوبة السجن ما يصل إلى 142 عاما في حال إدانته. وتقدم الحزب في الأسبوع الماضي بطلب لإطلاق سراح دمرداش قبل الانتخابات المبكرة المقررة في يونيو، قائلا إن احتجازه يشكل خطورة على حرية الناخبين. ووافقت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا على ترشح دمرداش، ويدير الرجل حملته الانتخابية من محبسه. وذكر حزب الشعوب على تويتر «نندد بهذا القرار غير القانوني الذي يحول دون إجراء انتخابات متساوية (الفرص) ونزيهة. في كل يوم يغيب فيه دمرداش، مرشح الملايين، عن ناخبيه تتأثر الانتخابات المقررة في 24 يونيو وتكون شرعيتها موضع تساؤل». ينتمي دمرداش إلى عشيرة الزازا، الكرديّة واسعة الانتشار في كردستان تركيا، حيث يتواجد أبناؤها في كل من ديرسم، موش، دياربكر، آلعزيز. ولد صلاح الدين في العام 1973 في بالو التابعة لمحافظة آلعزيز وفي العام 1990، أنهى دراسته الثانوية وفي صيف ذلك العام، اختطفت الاستخبارات التركيّة مسؤول منظمة دياربكر لحزب «العمل الشعبي» وداد آيدن، وبعد يومين، وجدت جثته على قارعة الطريق، وعليها آثار التعذيب. هذه الحادثة، ومراسيم تشييع آيدن التي شارك فيها نحو مئة ألف شخص، كان لها بالغ الأثر على صلاح الدين والكثير من أبناء جيله. سنة 1994، اعتقلت السلطات شقيقه الذي يكبره بسنة وحكمت عليه بالسجن ل22 سنة، بتهمة الانتماء ل»العمال الكردستاني». التحق صلاح الدين بجامعة أنقرة لدراسة الحقوق سنة 1993. في صيف 1995، ومع اشتداد المعارك بين «الكردستاني» والجيش التركي، ووجود شقيقه في السجن، راودت فكرة الالتحاق بالجبال صلاح الدين أيضاً. فاعتقلته السلطات التركية، وسجن 15 يوماً، وأطلق سراحه، ليعود مجدداً إلى الدراسة، وبعد تخرّجه من كليّة الحقوق، عمل محاميا حرّاً.