تسيطر على المبتعث عبدالله بن طلال الصبياني، الذي يدرس إدارة فنون وترفيه مرحلة البكالوريوس في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حالة من الحنين والنوستالجيا، وهو يعقد المقارنة بين أجواء وطقوس شهر رمضان في وطنه المملكة العربية السعودية، وفي محيط أسرته بما تشتمل عليه من ألفة وروحانية وعادات أصبحت جزءًا من مكملات الصوم في هذا الشهر الفضيل، إنه يفتقد أصوات المنابر وهي تصدح بالأذان، وباحات المساجد وهي تغص عند الصلاة المفروضة، والنوافل وبخاصة التراويح والتهجد.. انظر إليه وهو يصف ل»المدينة» حاله في الصيام بالولاياتالمتحدةالأمريكية من (4) سنوات بقوله: لا شك أن أي تجربة جديدة تكون مليئة بالمصاعب والمتاعب، فالصيام في الغربة يفتقر للمشاعر الروحانية فشهر رمضان كغيره من الشهور يأتي ويذهب بلا إحساس أو شعور، وحياتنا اليومية لا يختلف فيها شيء سوى أننا نصوم من شروق الشمس ونفطر مع غروبها. وأضاف الصبياني: رمضان الحالي هو رابع موسم لي أصومه في بلد الابتعاث، وسابقًا كنت متخوفًا جدًا من فكرة صيام أول شهر رمضان في الغربة، وأرغب في العودة إلى وطني؛ لكني كنت مجبرًا بحكم دراستي بالمعهد، فعانيت في بدايات الصوم لاختلاف البيئة، وعدم الشعور بروحانية شهر رمضان. وتابع: كان النهار متقاربًا مع الليل، وساعات الصيام مقاربة جدًا لما ألفناه في وطننا، وهذا ساعدني كثيرًا، لكن في المقابل افتقدت أصوات المنابر وهي تصدح بالأذان والتراويح، لكنني بعد التجربة الأولى شعرت بأني قادر على الصيام في الغربة. وعن الصعوبات التي واجهته في رمضان بالخارج، قال: إن أكثر ما يواجهنا من صعوبات في شهر رمضان الدراسة والصيام في آن واحد، لعدم وجود الوقت الكافي مع الدراسة، حيث نقوم بتحضير وجبة الفطور أو السحور، وبحلول أذان المغرب قريبًا من الساعة التاسعة مساء، غالبًا ما يكون عدد كبير من المطاعم والمحلات التجارية مغلقة، أو على وشك الإغلاق، فنجد صعوبة في التسوق أو تناول وجبة الإفطار أو السحور خارج المنزل، إضافة إلى صعوبة إقامة صلاة التراويح والتهجد لعدم توفر المساجد في كل مكان.