يعتقد البعض (وهم الأغلبية) بأن العمل في المنشأة التي ينتمي إليها حكر عليه.. هي له وهو لها.. فلا يبخل عليها بشيء من الجهد والبذل والعطاء آناء الليل وأطراف النهار.. وهذا جميل ولا شك يحسب له.. ويدفع للنجاح وتحقيق الإنجازات الذاتية.. والمؤسسية -إن جاز التعبير-.. وكل في مجاله يبحث عما يرفع من أسهمه بين الناس بشتى الوسائل.. حق مشروع أن يسعى الفرد للرقي وصعود منصات النجاح.. هذه المقدمة لا تُغني مع ضرورتها عن التخلي عن النرجسية الزائدة لدى البعض منا.. والنظر بعين ثاقبة إلى أهمية إعداد وتكوين الصف الثاني.. شريطة أن يُبحث عن الأكفأ.. ممن تتوفر فيهم الخصائص المطلوبة لمواصلة سير المنشأة.. كل بحسب المجال الذي يتعين العمل فيه.. وهي مجالات متعددة متنوعة متشعبة لا يلزم إيضاحها هنا.. ما يعنينا هو تيسير الطريق لمن يمكنهم قيادة الدفة يوماً ما فكرسي القيادة طبيعته عدم الثبات. الغالب أن المدير (أي مدير).. لا يريد ترشيح من يخلفه وقد يكون هذا لاعتبارات وأسباب واضحة وأخرى غامضة.. ومنها الخوف من نجاح الخلف.. وتحقيقه مالم يستطع السلف الوصول إليه.. أخطر ما يقود إلى الرجوع للوراء.. اعتقاد البعض ممن تسنم موقع القيادة أن ما يقوله هو الصحيح وغيره هو الخطأ.. أخطر ما يقود إلى الإسكات هو توريث الضعفاء وغير الموهوبين واقصاء من لديهم القدرة على العمل في مواقع القيادة.. أخطر ما يؤثر سلبًا على سير العمل هو منح ذوي القربى.. أو الزمالة.. أو من يُرتجى منه خدمات خاصة للعمل في مواقع القيادة دون تمحيص أو تدريب وفسح المجال للجميع ممن تتوفر فيهم السمات المطلوبة للقيادة. تكوين الصف الثاني لم يعد ترفاً ولا عبثاً ولا صُدفة أصبح من الضرورة بمكان في جميع مجالات العمل الحكومي والخاص.. تكوين الصف الثاني وحتى الثالث واجب تفرضه الظروف ومتطلب أساسي تؤكد عليه الخطط بعيدة المدى لضمان استمرار المضي على طريق النجاحات في جميع المجالات.