إذا كان المدرب الكبير كارينيو قائد الدفة الفنية للنصر والذي عاد تحت قيادته لإحراز بطولتين في موسم واحد إحداها دوري عبداللطيف جميل لم يتفق عليه النصراويون، ووجد انتقادات لاذعة من نقاد أبرزهم ماجد عبدالله رغم أنه حسم الدوري دون النظر لنتيجة الجولة الأخيرة، ولم يتلق طوال مسيرته سوى خسارة وحيدة من منافسه (الهلال) في الدور الثاني، وخسارة أخرى من الشباب في كأس الملك؛ أرقام مميزة صنعها نصر كارينيو لم تشفع له بالاتفاق على تميزه فكيف سيكون الحال مع بقية المدربين؟!. أسوق هذه المقدمة للحديث عن المدرب الإسباني الجديد كانيدا، كان إعلان إدارة النصر قبل تزكية الأمير فيصل بن تركي رئيسا لأربع سنوات مقبلة التعاقد مع كانيدا بمثابة المفاجأة لكثير ممن يرى أن من يخلف مدرب الأبطال (كارينيو) يجب أن يكون ذا كفاءة عالية وخبرة كافية، وسيرة ذاتية مقنعة تخوله لقيادة نصر (2015)، الذي يخوض موسماً مختلفاً شعاره المحافظة على الألقاب، والمنافسة بقوة في دوري أبطال آسيا. بقاء كارينيو كان الخيار الأفضل من وجهة نظري، فهو رجل مرحلة مهمة في تاريخ النادي بصناعة فريق قوي، ساعده في ذلك الدعم غير المحدود من الإدارة، وتألق نجوم الخبرة بقيادة عبدالغني ونور وغالب والسهلاوي والعنزي وشايع والشهري وزملائهم؛ لكننا لا نعلم كيف سارت المفاوضات، وإلى أين بلغ طمع الأجنبي عند التجديد؛ فضلاً عن آراء عدة جنحت لضرورة التغيير، والبحث عن جهاز فني بمواصفات خاصة؛ ليس شرطا أن يكون بينها الحماس والروح العالية، والحركة الدؤوبة وتوجيه اللاعبين دون توقف أثناء المباراة، وكل هذه الصفات التي اشتهر بها كارينيو استغلها منتقدوه للانتقاص من عمله، وتجريده من أي تفوق فني!!. خلال عقدين ماضيين حضر جملة من المدربين المعروفين (هنري ميشيل، هايبكر، بيلاتشي، آرثر جورج، ميلان زيفادينوفيتش، كوستاس، باوزا، جورج داسيلفا، زينجا، ماتورانا ...) لم تكن خبراتهم شافعة لهم لإعادة النصر لسابق عهده؛ في ظل تواضع أدوات اللاعبين (محليين وأجانب)، خلاف ما ينتظر المدرب كانيدا اليوم مع كل الاختلافات التي تواجه من يقيم عمله مع الاتحاد، ومستقبله مع «العالمي»؛ فهو يقود فريقا منتشياً حاملاً لقبي الدوري والكأس، ويضم تسعة لاعبين محليين مميزين؛ منهم ستة اختارهم مدرب المنتخب في قائمته الأخيرة، وهو مدرب محظوظ بمنحه فرصة العودة مجددا للعمل في السعودية عبر بطل الدوري والكأس، وربما يكون أكثر مدرب يمكن أن تلبى رغباته بين مدربي الأندية الأخرى على صعيد دعم الصفوف في ظل انتعاش الخزينة «الصفراء» مقارنة بما تعانيه بقية الأندية. تجربة كانيدا مع الاتحاد كانت ضبابية، وتوقع نجاحه وحتى فشله قبل بدء مهمته غير متاح اليوم؛ وطالما كان خيار إدارة النصر ورأت فيه إيجابيات عدة فلا بد أن تدعمه وتوفر له كل سبل النجاح.