* قبل عشر سنوات تقريباً تعاونت مع (إذاعة جدّة)، من خلال إعداد وتقديم برنامجي: (الإسلام والآخر)، الذي استمر لعام أو لِدَوْرَة برامجية، وكانت تجربة قاسية؛ ليس بسبب ضعف المقابل المادي وتَأَخّره، فقد لا يكون هو السبب وراء تلك الخطوة بل هناك دوافع الهواية والبحث عن توصيل رسالة؛ فصدقوني أحياناً قد يضطر المذيع المتعاون إلى الدّفْع من ماله للصّرف على برنامجه، خاصة إذا كان حوارياً يستضيف المشاركين، ويتصِل عليهم من داخل المملكة وخارجها. * ولكني أتحدث عن الصعوبات الفنية والتقنيّة، ونمطية العمل التي تجاوزها الزمن -والتي ليس للزملاء في الإذاعة ذنب فيها-؛ فهناك محدودية الإمكانات، وتلك المخصصات والميزانيات الهزيلة. * المهم مع بداية شهر ربيع الأول الماضي عدتُ مُتعاونَاً مع عشقي (الإذاعة)، من خلال برنامج (خير لهم) الذي يسلط الضوء على تراث وثقافة وحضارة المدينةالمنورة، والذي كان يُبَثّ عبر أثير (إذاعة الرياض)، وهنا توقعتُ أن أرى بعد انقطاع طويل تحولات كبيرة، وخطوات واسعة نحو الأفضل، ولكني وأقولها بأسف: لقد وجدتُ (الإذاعة) على طُمَام المرحوم، ومكانك سِرّ!. * فزيارة لذلك المبنى المتهالك والعتيق ل(استديوهات الإذاعة في المدينة) -رغم النداءات المتكررة لتحديثه وتطويره- خير شاهد على أنّ الزمن توقف هناك دون أن يشعر بالحركة السريعة من حوله!. * واليوم ومع مرحلة التغيير التي يعيشها وطننا في كافة المجالات أتمنى أن يصل ذلك التحول الإيجابي ل(إذاعاتنا الحكومية)، من خلال الدعم والتحفيز لمنسوبيها مادياً ومعنوياً، وتسليحهم بالدورات التدريبية. أيضاً أرى أهمية إعادة النظر في قرار إيقاف التعاون في الإعداد والتقديم من خارج الإذاعة، فحضور أولئك المتعاونين بتنوع ثقافاتهم وخبراتهم يُثري البرامج وأطروحاتها!. * أخيراً نسيتُ أن أخبركم أنه فيما يتعلق بالمبنى التُراثِي ل (استوديوهات الإذاعة في المدينة النبوية) أكّد لي أحد الأعزاء هناك: بأنه قبل سنوات جاء مندوب من الرياض لإعادة إحياء المبنى وتجهيزاته، وكانت نهاية جولته التفقدية قَوْله: «ما شاء الله، مقركم يتضمن مساحة كبيرة من الأرض الفضاء؛ لماذا لم تحفروا فيه بِئْرَاً، وتزرعوه؟!». طبعاً غادر المسئول مُعَزّزاً مُكَرّمَاً، دون أن تترك زيارته أيَّ أثر، لِيَدفِنَ بعده (منسوبو إذاعة طيبة) أحلامهم في ذلك البِئر المُقْتَرح!!. * همسَة: أرفع صادق الشكر والتقدير لكل من ساهم في برنامجي (خير لهم)، فشكراً جداً وأبداً لسعادة مدير إذاعة الرياض أستاذي يحيى بن ناصر الصلهبي، ولكل الأصدقاء في استديوهات الإذاعة في المدينة، ولكل من شارك في البرنامج، ولمخرجه الرائع الأستاذ حسن الشنقيطي، وقبل ذلك وبعده للمستمعين والمستمعات الأعزاء فما حققه البرنامج من نجاح كان بهم ومعهم، فشكراً لهم على كريم تواصلهم وتفاعلهم!.