لفتة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة نحو أجور (مكافآت) المتعاونين مع الإذاعة والتلفزيون والتي أعلن عنها أمس الأول، تنظيم جديد لها وإجراءات جديدة تنظم علاقة المتعاونين مع الإذاعة والتلفزيون برامجيا في الإعداد والتقديم وغير ذلك من أوجه التعاون. كثير من هؤلاء المتعاونين الذين لم تجدِ محاولات شكواهم من عدم وضوح التعامل مع الإذاعة والتلفزيون في موضوع المكافآت تحدثوا ل «عكاظ» حول الموضوع، موضحين أن أهم عامل أسعدهم في ذلك هو تأكيد الوزير على عدم تأخير دفع المستحقات لهؤلاء المتعاونين وأن يتسلموها مع زملائهم المتعاونين من خارج الوزارة في هذا البند من داخل الوزارة. ومن الإجراءات التنظيمية التي يتم حاليا العمل بها بعد أن تم اعتمادها أيضا توقيع عقود عمل مع المتعاونين الثابتين مع الإذاعة للتعامل بشكل أكثر رسمية لضمان حقوقهم، وأن هذه الخطوات بدأت بالفعل مثل بدء عمليات الفحص الطبي قبل توقيع العقد. تقول الإعلامية اعتماد القادري المتعاونة مع إذاعة جدة: طالما أننا متعاونون مع الإذاعة من خارجها ننتظر أن يطبق بحقنا نظام «المتعاون المتفرغ» والذي يقول بأن المتعاونين مع الإذاعة وليس لهم وظائف رسمية أخرى في الدولة يعتبرون في تعاونهم هذا مع الإذاعة متفرغين، أما بالنسبة للمتعاونين الذين لديهم وظائف رسمية خارج الإذاعة من المفترض اعتبارهم متفرغين؛ لأنهم شأنهم هنا شأن المتفرغين لأسباب عديدة أولها أنهم يؤدون نفس المهام والتكليفات مع تواجدهم في أية لحظة يتم طلبهم فيها للإذاعة. وبحكم أنها متعاونة وتظل في العمل إلى نفس الوقت الذي يقضيه المتفرغون لا سيما في فترات العمل المكتظة، مثل ما يسبق دورة شهر رمضان المبارك دراميا تقول: إننا نعود إلى منازلنا في معظم الأحيان الرابعة صباحا مثل المتفرغين، وعندما جاء الفصل والتصنيف بين المتعاونين الموظفين خارج الإذاعة في وظائف رسمية وغير العاملين في وظائف أخرى حدث ما لم يجب أن يحدث وهو الذي سبب لنا نحن المتعاونين معاناة مع الإذاعة وأصحاب وظائف حكومية خارج الإذاعة، مثل التأخر في تسلم مكافآتنا لأشهر قد تصل إلى الأربعة، أيضا تأثرت تعرفة عملنا مع الإذاعة، إذ كنا نتحصل على 120 ريالا عن الحلقة فتدرجت إلى 90 ثم الآن نتحصل على 60 ريالا للحلقة، الأمر الذي أتمنى من وزير الثقافة والإعلام إعادة النظر فيه. أما الممثلة في إذاعة جدة حواء هوساوي فتقول: الذي سمعته أن التعاون في مجال الدراما الإذاعية وللمتعاونات موظفي خارج الوزارة في إذاعة الرياض تم إيقافهم وعدم التعاون معهم، وأخشى أن يصيبنا نحن ذلك أيضا ولاسيما أنني أعمل متعاونة مع الإذاعة؛ عشقا منذ 25 عاما عندما كنت أنتظر تكليفي بتسجيل أسماء البرامج فقط وقبل ذلك في برامج الأطفال. عموما العمل المنظم أفضل ألف مرة، وكم أود أن يتعامل كل المتعاونين بنظام واحد لا سيما أصحاب التجارب الكبيرة والتأريخ في العمل الإذاعي. نعيمة الحميدي تقول: عملت طويلا كمتعاونة في البرامج والدراما ولم تكن لدي وظيفة أخرى، وأشعرت الأسبوع الماضي بضرورة التعاقد مع الإذاعة تعاونا رسميا وبدأت بخطوات التعاقد بإنهاء إجراءات التحاليل على أن يتم التعاقد معي الأسبوع المقبل وإلى الآن لا أعرف نص وكيفية التعاقد وبنوده. وفي سؤال للنجم عبدالستار صبيحي حول الموضوع قال: جميل أن يكون سقف التعاون مع الإذاعة 5000 ريال ولكني لم أصل إليه حتى الآن بعد تعاون لي مع الإذاعة استمر 52 عاما وأنا الآن أحصل على 2500 ريال عن ثماني حلقات أقدمها وأعدها للإذاعة من برنامجي، لكن لاحظ هنا، أنا لست غاضبا لأن مكافأتي التي أنتظرها من الإذاعة ليست هي المقابل المادي، بل الكلمة الحلوة التي أنتظرها من مستمع يقول لي «ياسلام.. والله شكرا على حلقتك مع فلان لقد كنت كذا وكذا وغيرها» هذه هي مكافأتي. وتقول واحدة من أبرز نجوم إذاعة جدة جواهر بنا: أعمل في الإذاعة كمتعاونة منذ 46 عاما هي رصيد مشواري في دنيا الإعلام وأفخر بها كثيرا، وبالنسبة للمكافآت.. كل الذي أعرفه أن سقفها 5000 ريال للمتعاون الذي ليس له وظيفة خارج وزارة الثقافة والإعلام و3000 للذي يحظى بوظيفة حكومية أخرى. أتمنى أن يكون السقف أكثر من هذا بكثير، كما أفرحني في الإجراءات الجديدة سرعة صرف المكافآت حسب توجيه الوزير. وتقول المذيعة في البرنامج الثاني نهى الجديبي: عملت متعاونة منذ 4 سنوات تقريبا كمذيعة في البرنامج الثاني وأعمل دون أن تكون لي وظيفة أخرى، والآن عندما استجد موضوع التعاقد توجست من الخطوة وأصبحت أفكر فيها كثيرا رغم علمي أننا كمذيعين لا نأتي إلا وقت برامجنا على عكس العاملين في غيرها من المهام الإذاعية. وعن سؤالنا لها حول التعاقد من عدمه قالت: سأتعاقد لسببين، أولا: لعشقي للعمل الإذاعي والآخر لأنه عملي ومصدر دخلي الوحيد، لكني أخشى أنه بعد التعاقد سيكون شأني شأن الموظف الرسمي في تسلم راتبي مباشرة وفي نظام التأمينات وذلك بأن يطلب منا العمل طوال الوقت وفي كل البرامج، بعيدا عن مزاجية الفنان التي تسكنني؛ فأنا أحب العمل بمزاج الفنان والرغبة في ذلك، إلى جانب خوفي أيضا من التمايز مستقبلا بيننا والموظفين الرسميين، مثل التكليفات المتوالية، إذ إنني كمتعاونة اليوم أكلف ببرنامجين أو ثلاثة مثلا. أيضا علمت أن هناك دورات وتقديرات سنوية فيها زيادات تشجيعية أخشى وأنا ابنة الماجستير الذي تبقى لي منه مادتان أن يساووني بالحاصلة على البكالوريوس أو دونها من مراتب علمية، مع الأخذ في الاعتبار أن تعاقدي الآن سيحرمني من تعاملي مع قنوات وأنشطة إعلامية أخرى! ولكني كما قلت لك سأتعاقد. وفي سؤال وجهناه الى مدير عام اذاعة جدة الدكتور عبدالله الشائع حول توجس بعض المتعاونين من مطالبتهم بدوام كامل بعد التعاقد قال: من الطبيعي ان يكون هناك دوام وفي نفس الوقت تكليفات مناسبة . وانا اتق بالمتعاونين معنا تقتي بالمتفرغين. الجميع يعلم ان كثيرا من المتعاونين منذ زمن طويل مثل مريم الغامدي ومحمد حمزة ومحمد بخش وفؤادبخش قدموا تحايا جميلة للاذاعة. ويقول وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون الإذاعة إبراهيم الصقعوب، تعليقا على العلاقة بين الوزارة ممثلة بالإذاعة وجيوش المتعاونين معها في الإعداد والتقديم أو أقسام الدراما: كل إذاعات العالم تعتمد بند التعاون والمتعاونين من خارجها وعلى وجه الخصوص مع الكتاب ورجال الإعلام المكتوب في الصحافة وإلى الاستفادة من المفكرين والمؤرخين، ونحن لا نختلف عن غيرنا في هذا الجانب فالاستفادة باستقطاب عناصر جيدة من خارج الإذاعة يزيد التعامل مع المستمع تنوعا في الأفكار والتناول للقضايا العامة في المجتمع، مع ملاحظة أن بحثنا هنا يطال مختلف شرائح المجتمع منذ أنشئت الإذاعة لدينا. وأضاف الصقعوب: أنا أعرف أن كثيرا من أولئك المتعاونين معنا متذمرون من نظام المكافآت القديم وغير المتجدد في تعرفته منذ أكثر من ثلاثين عاما وكل هذا ملحوظ في انسحاب كثير من المتعاونين في الإعداد والتقديم، فما أن يواصل معنا ويدرك أن مكافآتنا بتعرفة قديمة حتى يتوقف وهكذا، الأمر الذي تجاوب معه الوزير خوجة مع ما رفعنا به إليه في هذا الخصوص؛ لأن نظام المكافآت الحالي بالفعل هو عامل طرد لا جذب ولا يشجع المفكرين والكتاب لتواصل التعاون، وبالفعل نحن بصدد مشروع طويل لدراسة تعديل الوضع من خلال لجان مختصة نحاول أن ننتهي منها قبل افتتاح المبنى الجديد لإذاعة جدة هذا العام. وفي سؤال عن تحديد التعامل مع المتعاونين قال: الوزير أكد كثيرا على أهمية تسلم المتعاونين شبه المتفرغين أي المتعاونين مع الإذاعة دون أن يكون لهم مصدر دخل آخر حقوقهم بصورة أسرع دون أن يعني ذلك تأخيرا في التعامل للآخرين.