وضع الفريق الجراحي المختص في زراعات الأعضاء بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض حداً لمعاناة مريض سعودي (17عاماً) إثر زرع قلب ورئتين سوياً في عملية نوعية تُجرى للمرة الثانية، فقط، على مستوى الشرق الأوسط بعد 14 عاماً من حالة زراعة مماثلة أجراها المستشفى في العام 2004م. وكان المريض البالغ من العمر 17 عاماً يعاني من تشوهات خلقية في القلب منذ الولادة أدت إلى فشل قلبي ورئوي خلال السنوات الأخيرة، ما استلزم استخدام المريض لجهاز الأكسجين بتركيز عالٍ بصفة مستمرة، إضافة إلى عدم قدرته على الحركة بشكل كامل، الأمر الذي منعه من مواصلة الدراسة وممارسة حياته بشكل طبيعي. وعبر المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور ماجد الفياض عن سعادته بنجاح الفرق الطبية في إجراء هذه العملية المعقدة بكفاءة واقتدار، وإنقاذ حياة المريض الذي كان يعاني منذ سنوات الولادة حتى وصل إلى مرحلة من المرض تهدد بقاءه على قيد الحياة، مشيراً إلى أن ذلك يعكس متانة وقوة البنية التحتية التي يمتلكها المستشفى، فضلاً عن توافر الكفاءات الطبية والتمريضية والصيدلانية والمخبرية والفرق الفنية المساندة المتمكنة والمؤهلة تأهيلاً عالياً. إلى ذلك أوضح الفريق الجراحي، أن حالة المريض شخصت بتشوهات خلقية في القلب منذ الولادة، وتم إجراء بعض العمليات الجراحية في أحد المستشفيات في سنوات الطفولة الأولى، فيما أدت التشوهات على مدى سنوات لاحقة إلى فشل قلبي ورئوي وشهدت حالة المريض في السنوات الأخيرة تراجعاً حاداً، كان من بينها ارتفاع شديد في الضغط الشرياني الرئوي أدى إلى فشل في وظائف القلب والرئتين، وجرى تحويله لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وإثر التقييم الطبي الدقيق تقرر إجراء زرع قلب ورئتين لإنقاذ حياة المريض. ووضعت الفرق الطبية المتخصصة خطة عمل متكاملة لإجراء عملية الزراعة والتنسيق مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء من أجل إيجاد الأعضاء، وبعد توفر قلب ورئتين من متبرع متوفى دماغياً أُجريت عملية الزراعة التي استغرقت 7 ساعات متواصلة وتكللت بالنجاح، وأشار الفريق الطبي إلى أن العملية شهدت تحديات وصعوبات تمكن الفريق الجراحي من تجاوزها. إثر ذلك نقل المريض إلى العناية المركزة ومكث فيها نحو أسبوع بسبب صعوبة الحالة المرضية قبل أن يتم نقله إلى غرفة التنويم الاعتيادية وغادر المستشفى بعد شهر من إجراء العملية إثر تحسن حالته، فيما استغنى عن جهاز الأكسجين الذي لازمه خلال السنوات الماضية، وبدا قادراً على المشي والحركة. ويخضع المريض حالياً لبرنامج متابعة وتأهيل متكامل في العيادات الخارجية، يضم أطباء القلب والرئة والعلاج الطبيعي، ويمارس حياته بشكل اعتيادي. وأبان الفريق الجراحي عن أن إجراء عمليات زراعة القلب والرئتين سوياً تعد من العمليات القليلة على مستوى العالم ولا تجرى سوى في مراكز طبية عالمية متقدمة ومحدودة بما معدله عملية زراعة واحدة إلى اثنتين سنوياً. وقاد الفريق الطبي الذي قام بعملية زراعة القلب والرئتين كلاً من الدكتور فريد أحمد خوقير استشاري جراحة القلب، والدكتور وليد صالح استشاري جراحة الصدر ورئيس برنامج زراعة الرئة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، وضم نحو 20 مختصاً من استشاريي وأخصائيي وممرضي وفنيي أقسام القلب، والرئة، والتخدير، والتمريض، وتروية القلب والرئة، والعلاج الطبيعي، ومختبر التوافق النسيجي، ومنسقي زراعة الأعضاء.