قليل من المسؤولين الذين تأسرك شخصيتهم وتظهر لك تصرفاتهم انهم يملأون مكانهم ويملكون من جدية العمل والاخلاص فيه ومن التواضع والتخلق به وحب خدمة المواطنين ما يجعلك تقول هذا نسخة فريدة.. وهذه الصفات هي ما كان يتحلى بها اللواء يوسف فاضل رحمه الله فهو رجل دولة من الطراز الأول وجاد في عمله وسيرته عطرة وقريب من المواطنين عندما كان في سدة العمل كمدير للجوازات فمن يدخل عليه لا يرده أَياً كان هذا الانسان الذي يطلب الحاجة عنده هذا مع كون تربيته تربية عسكرية جادة إلا انه كان يهابه من يعمل معه من العسكريين ذلك لشدته في أداء المهام، فكان أبو أيمن رحمه الله وأسكنه فسيح جناته يجمع في شخصيته بين التربية الجادة والتواضع من غير ضعف واللين في غير شدة وكان يحرص كل الحرص على حل مشاكل الناس وكان مشهورًا بهذا مما يجعلنا نطلق عليه بانه إنسان فاضل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وهل يبقى بعد مغادرة الانسان هذه الدنيا إلا الذكر الفاضل والحسن وما قيمة الانسان بدون هذه المعاني وهذا ما أشار اليه القرآن الكريم بقوله تعالى (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) أَي اجعل لي ذكرًا جميلاً بعدي أُذكر به بين الناس. ان هناك شيئاً كثيراً عن تفاصيل حياة اللواء يوسف فاضل يمكن أن يقال في هذا المقام لكن لعل ابنه الدكتور أيمن وآخرين ممن لهم صلة أكبر وعلاقة أكثر به مني من يجلي تلك الصفات. ولا يسعني في نهاية هذا المقام إلا أن أدعو له بالرحمة والمغفرة وأن يتجاوز الله عنه وعنا فيما قصرنا فيه وأذنبنا وان أتقدم بخالص العزاء والمواساة لأهله وذويه وقرابته ومحبيه وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صار اليه و»إنا لله وإنا إليه راجعون».