الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: لقد كتب الله علينا الموت وجعله نهاية كل مخلوق في هذه الدنيا الفانية وأمرنا بالعمل والاستعداد لذلك، الا ان فراق الاحبة ومن لهم بصمات عظيمة في حياتنا يجعل منه الماً يعتصر قلوبنا ويدمع عيوننا، فلله ما أخذ ولله ما أعطى، ولا حول ولا قوة إلا بالله. بالأمس القريب وفي يوم الجمعة 27/7/1431ه فجعت بنبأ وفاة الأخ العزيز والشيخ الفاضل، والانسان المتواضع فضيلة الدكتور عبدالرحمن بن سليمان المطرودي (رحمه الله) وكيل وزارة الشؤون الاسلامية لشؤون الأوقاف.. وقد كتب قبلي الكثيرون من الأخوة الافاضل، وذكروا العديد من مآثره رحمه الله فجزاهم الله خير الجزاء، وان تعداد شمائل هذا الرجل الفاضلة وصفاته الحميدة يعجز اللسان عن استيعابها، واليد عن كتابتها، والأرقام عن احصائها.. فقد عرفته شخصياً وتعاملت معه مباشرة ولمست فيه نبل الأخلاق والتواضع الجم ومن تواضعه رحمه الله كان يصر على قيادة سيارته بنفسه على الرغم من وجود السائق الخاص له، وكذلك حمله لأغراضه الشخصية المتعلقة بالعمل بنفسه دونما الحاجة لأحد يقوم بذلك. ومما علق بذاكرتي ولن أنساه ابداً عندما كانت هناك مناسبة للوزارة في مدينة جدة كنا نعد الصفوف والمقاعد في الحفل حيث كان له رحمه الله مقعد بالصف الامامي محجوز مع عدد من الوكلاء وكبار المسؤولين، كانت المفاجأة اننا وجدناه في الصفوف الاخيرة مع عموم المدعوين وعندما طلبت منه الاشتغال الى المقعد المخصص له في الصف الاول من قاعة الحفل رفض رفضاً قاطعاً واصر على الجلوس معهم علما بأن هذا الموقف تكرر في عدة مناسبات آخرها حفل الوزارة للمتقاعدين هذا العام فلله دره من رجل اجتمعت فيه شمائل عظيمة وشهد له بذلك خلق كثير، وعلى رأسهم معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله الذي القى كلمة مؤثرة عنه، بعد صلاة الظهر يوم السبت 28/7/1431ه اليوم التالي للصلاة عليه رحمه الله في مقر الوزارة، وبدأ عليه التأثر واضحاً منذ البداية حتى انه لم يستطع اكمال كلمته والتي ابان فيها مآثره الطيبة، واخلاصه في عمله، وكيف ان الوزارة خسرت بفقده ركناً هاماً من اركانها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه (أنتم شهداء الله في ارضه) نحسبه كذلك والله حسبنا وحسبه. كما انه رحمه الله اول الناس حضوراً للعمل واخرهم خروجاً، وكذا بره بوالديه، فقد كان رحمه الله ملازماً لهما، قائماً على رعايتهما في جميع شؤونهما، بشاشته رحمه الله لا تكاد تقابله الا ويسابقك بابتسامته المشرقة تعلو محياه رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته ولا نقول الا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.