يتساءل فضيلة الشيخ عبدالله بن بيه: إذا كان ديننا الحنيف يوزع المحبة على البشر وينشر لواءها على الإنسانية فكيف نسمح بتشويه صورة هذا الدين بسبب جهل بعض أتباعه وافتراء بعض أعدائه.. فيقدم على أنه دين البغض والكراهية وفي الحديث الصحيح: «لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخواناً». *** لكن ربما كان التساؤل الأهم هو الذي يتعلق بالإنسان السعودي، والمجتمع السعودي الذي كان قبل عقود قليلة مجتمعاً متسامحاً، يتمسك بمعاني الحب والجمال على قدر تمسكه بدينه. كل ذلك تغير مع حملات التجييش ضد الحياة وضد كل ما هو جميل، وعلى رأسه الفنون والموسيقى وأي شكل من أشكال الترفيه البريء الذي تحتاجه النفس البشرية السوية حتى وصل الأمر إلى تفضيل القبح على الجمال، والكُره على المحبة، والموت على الحياة التي هي منحة الله تعالى لخلقه. وأمامي مقال نشره الأمير خالد الفيصل عام 2004، بعنوان: (من غيّب البسمة) يثير التساؤلات التي تدور في عقول كثير منا.. يقول في إحدى فقراته: «ماذا حدث لهذا الإنسان؟ كيف ذهبت عنه البهجة والفرحة؟ من غيّب الابتسامة عن وجهه المشرق؟ مَن أسدل ستار الكآبة على الوجوه؟ مَن خوَّف الأطفال من اللعب والضحك والمرح؟ مَن خوّف الكبار من الحياة؟ مَن ألغى السعادة ونشر الأحزان؟ من أقنع الأبناء أن يكفِّروا آباءهم والبنات أن يكفرن أمهاتهن؟. من فعل بنا هذا»؟ *** الإجابة على هذا السؤال هي المحك الرئيس الذي أراه ضرورياً لتفسير غياب البسمة، والحب، والرومانسية في مجتمعنا السعودي.. وأعتقد جازمًا مع الأمير خالد الفيصل «أن كل من في هذه البلاد يعرف الفاعل المسؤول عن كل هذا». # نافذة: قل لي كيف تُحِب أقلْ لك من أنت!!