• لا طاحت نجوم السما ولا تاه في الظلما قمر لا تاقف الدنيا وتسأل عن خبر ما به جديد • هكذا يسعى الأمير الشاعر «بدر بن عبدالمحسن» للتدليل على «عدم حدوث شيء رغماً عن كل شيء»، أما كاتب هذه السطور فهو لا يميل لمقولة «لا جديد تحت الشمس»، بل هناك الجديد دوماً في هذه الحياة المتجددة. • ما علينا • أقول نعم ما به جديد حين غنّى الفنان المحبوب «محمد عبده» في مركز الملك فهد الثقافي بالعاصمة الرياض، فقد سبق أن غنّى على مسارح عِدة فيها «أي العاصمة»، بل وفي قلبها مثله مثل غيره من الفنانين قبل أن يكتسح البلاد غزو الجراد، ومن ثم انطفاء البسمة وحلول العبوس محلها والإدبار عمّا يُبهج القلوب التي كلّت وتكلّستْ. • غنّى محمد عبده ولم يكسف القمر أو تسقط نجمة من السماء ولم يقف دوران الأرض ولا حراك البشر. لم تتعطل المصالح ولم يخفت نداء المآذن. لم يتشاجر البشر ولم تغلق أبواب المدارس. كل شيء كما كان عليه، أيّ لم يحدث ما يستوجب التنويه عنه في وقوعات تلك الليلة «ما به جديد»، فلمَ الهلع والخوف من تلك المباهج واللهو البريء؟ • في هذا الصدد أو حوله أذكر مقالاً للأمير الشاعر أيضاً «خالد الفيصل بن عبدالعزيز» بعنوان: «من الذي غيّب البسمة» طرح فيه تساؤلات عدة على شاكلة: «ماذا حدث لهذا الإنسان؟ كيف ذهبت عنه البهجة والفرحة؟ من غيّب الابتسامة عن وجهه المشرق؟ من أسدل ستار الكآبة على الوجوه؟ من خوّف الأطفال من اللعب والضحك والمرح؟ من خوّف الكبار من الحياة؟ من ألغى السعادة ونشر الأحزان؟ من أقنع الأبناء أن يكفروا آباءهم والبنات أن يكفرن أمهاتهن؟». • فيجيب الأمير بنفسه عن تساؤلاته: «أعتقد أن كل من في هذه البلاد يعرف الفاعل المسؤول عن كل هذا، وما هي إلا عودة للكتب والمطويات والأشرطة، التي وُزّعتْ بمئات الآلاف، في المدارس والجامعات، والمساجد والجمعيات الخيرية، في السنوات العشرين الماضية، لنجد الأسماء مطبوعة عليها بكل وضوح! ومواقع الإنترنت تكشف عن البقية». • في الخاتمة أقول: «غنَّى محمّد عبده وغيره من الفنانين في الرياض وجدّة والطائف والدمام فعادت البسمة والبهجة، عادت ثقافة الفرح».