* كتبتُ في هذه الزاوية كثيرًا عن (الجمعيات الخيرية والقطاع غير الربحي) عمومًا في المملكة؛ داعمًا لجهوده في تنمية المجتمع، وكنتُ أتطلَّع دائمًا للتنسيق بين مؤسسات ذلك القطاع بما يدعم التكامل بينها، والتعاون وتبادل الخبرات. * وهذا ما حققته (جمعية تكافل الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة المدينةالمنورة)، من خلال ملتقاها الاجتماعي الأول الذي نفّذته الأسبوع الماضي، واستضافت فيه القائمين على العمل الخيري في طيبة الطيبة، بجلساتِ نِقاش وحوارات كان منها: لقاء مع (الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد علي الرئيس السابق لبنك الإسلامي للتنمية)، الذي نقل للحضور ملامح من تجربته الكبيرة والثرية، التي تجاوزت نصف قرن من العمل الاجتماعي في العالم الإسلامي. * مبادرة (تكافل) خطوة مهمة أتمنى أن تكون بداية لإنشاء مظلة كبرى تجمع العمل الخيري في المدينة ومحافظاتها كافة وبشتى صوره، لتساهم في رسم السياسات العامة لهذا القطاع المهم، وتقديم الخبرات والاستشارات، وفتح آفاق جديدة للاستثمارات المستدامة التي تضمن لجمعياته وفرقه التطوعية ديمومة البذل، وقبل ذلك تميزه وجودته. * أخيرًا (جمعية تكافل الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة المدينةالمنورة)، التي يرأس مجلس إدارتها (سمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان)، تبدو في ركضٍ مستمر بحثًا عن المزيد من العطاء النّوعي والمبتكر والمخلص في خدمة أبنائها والمستفيدين من خدماتها، في مجالاتٍ عدّة (اجتماعية ونفسية وصحية وتعليمية)، ساهمت في رعايتهم وتفوقهم ونجاحهم في حياتهم، من خلال الدورات التدريبية والفعاليات الثقافية والمعرفية والمسابقات والرحلات. * وفي جانب تعزيز الموارد المالية للجمعية قام مسؤولوها بأساليبهم الراقية والأنيقة في توسيع دائرة الدعم؛ متّكئين على مصداقيتهم وجودة برامجهم، حيث حظيت بمساندة متواصلة من المتبرعين تنوعت بين الدعم المالي المباشر، ورعاية البرامج، وتقديم المنح الدراسية والجامعية والتدريبية. * فالشكر لجميع فريق عمل (جمعية تكافل)، وكما أكَّدتُ ذات مقال، فإنّ تلك الجمعية قد أصبحت في رأيي (بَيْت خبرة) في ميدانها، فكم أتمنى أن تتبنَّى إنشاء (أكاديمية خاصة برعاية الأيتام)؛ تُقدِّم الدبلومات والدورات الدراسية المعتمدة للعاملين في رعاية الأيتام من مختلف دول العالم؛ لتكون ممارساتهم مبنيةً على عِلْمٍ تخصصي، وليس مجرد اجتهاد؛ ويمكن إنشاء الأكاديمية، ووضع خطتها الدراسية، وتنفيذ برامجها بالتعاون مع الجامعة الإسلامية، وبذلك تكون المدينةالمنورة عاصمة إنسانية ل(اليتيم).