نعت فرنسا ضابطًا في قوات الأمن توفي متأثرًا بجروحه، إثر إصابته بأعيرة نارية، بعد أن بادل نفسه طوعًا برهينة في هجوم على متجر بجنوب غرب فرنسا الجمعة نفذه متشدد. وكان أرنو بلترام (44 عامًا)، الذي خدم في العراق، نُقل إلى المستشفى وهو يصارع الموت، بعد أن أطلق المسلح النار عليه في المتجر في بلدة تريب جنوب غرب البلاد. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان «توفي بطلًا.. ضحى بحياته لإيقاف الإرهابي». وكان بلترام ضمن فريق من الضباط الذين كانوا أول من وصل إلى مكان المتجر، الذي تمكن معظم من كانوا بداخله من الفرار بعد أن لاذوا بغرفة تبريد، ثم فروا عبر مخرج للطوارئ. وقال المسجد الكبير في باريس وهو الأكبر في المدينة: إن المسلمين في فرنسا يشاركون البلاد الحداد على رجل «قتل بطلًا، وهو يؤدي واجبه، برصاص الإرهابي رضوان لقديم». وكتب وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب على تويتر: «مات في سبيل وطنه. فرنسا لن تنسى أبدًا بطولته وشجاعته وتضحيته. أعبّر بقلب يملؤه الأسى عن وقوف البلد بأجمعه مع عائلته وأقربائه وزملائه»، مشيرًا إلى أن ما قام به بلترام «عمل بطولي يعبر عن شيم رجال الدرك وعناصر الشرطة، الذين يضعون أنفسهم في خدمة الأمة». وكان بلترام متزوجًا وليس لديه أبناء، فيما كانت له مسيرة مهنية حافلة بالإنجاز والعطاء في الشرطة العسكرية الفرنسية. شارك في حرب العراق عام 2005 وحصل على جائزة الشجاعة عام 2007. وكان قائدًا في الحرس الجمهوري الذي يوفر الأمن في قصر الإليزيه. وفي عام 2012 حاز على وسام جوقة الشرف الفرنسية المرموقة. تم تعيين بلترام نائبًا لقائد شرطة مكافحة الإرهاب في منطقة أود في العام الماضي. وفي ديسمبر الماضي قام بتنفيذ سيناريو محاكاة لهجوم إرهابي على سوبر ماركت بغرض التدريب، وهو يشبه إلى حد كبير الهجوم الذي وقع يوم الجمعة وفقد فيه حياته.