أكد القنصل العام للولايات المتحدةالأمريكية ماثياس ميتمان، أن هناك العديد من مجالات التعاون بين المملكة والولاياتالمتحدة على الصعيد الدبلوماسي الدولي والسياسات العامة، وكذلك على الصعيد الداخلي والمحلي، مشيرا إلى أن زياراته الأخيرة لعدد من مناطق المملكة، وآخرها الباحة، جاء للتباحث حول تعزيز تلك العلاقات المميزة، من خلال طرح مختلف الفرص والاهتمامات وتبادل الخبرات بين البلدين. وأعرب ماثياس في حواره مع «المدينة» خلال زيارته لمنطقة الباحة، عن تطلعه إلى أن يكون هناك تبادل وثيق في جميع المجالات التعليمية والثقافية والاقتصادية بين المملكة والولاياتالمتحدة، موضحا أنه وقف من خلال زيارته على العديد من مجالات التعاون السياحي والثقافي والترفيهي والتجاري وريادة الأعمال.. وفيما يلي نص الحوار: ماذا عن زيارتكم لمنطقة الباحة.. وما طبيعتها وأهدافها؟ في الحقيقة لدينا عدد من الأهداف لهذه الزيارة أولها الالتقاء بسمو أمير المنطقة والعديد من الجهات ذات العلاقة للحديث عن التبادل التجاري وتطوير الاقتصاد والسياحة. وأيضا الحديث عن التبادل الثقافي والتعليمي، وهي فرصة لاستكشاف المناظر الطبيعية الجميلة التي تتميز بها منطقة الباحة كقرية ذي عين وغيرها، وأخيرا الالتقاء بالمواطنين الأمريكيين بالمنطقة ومعرفة احتياجاتهم ومتطلباتهم. كيف كان لقاؤكم بسمو الأمير الدكتور حسام بن سعود، أمير المنطقة؟ كانت زيارة متميزة فهو رجل متحمس ولديه تطلعات كبرى، خصوصا وأنه هنا في الباحة منذ أقل من عام، ولديه رؤية للمستقبل فهو رجل أعمال واقتصادي، ويشاركني نفس التوجهات، حيث كنت أعمل في مجال الاقتصاد كبروفيسور اقتصادي قبل دخولي لعالم الدبلوماسية. وقد تحدثنا عن بعض الأهداف التي لدى سمو الأمير فيما يتعلق برؤية 2030 لتطوير الاقتصاد وتطوير السياحة وتزويد فرص العمل للمرأة، وكيف يمكن للقنصلية الأمريكية التعاون في تلك المجالات. شراكات وورش عمل نلاحظ نشاطا جيدا للقنصلية الأمريكية في زيارة مناطق المملكة، فما سبب ذلك؟ نظرا لأهمية العلاقات الاقتصادية وتشجيع التبادل التجاري بين البلدين في مجالات الاستثمار وغيرها. نقوم بهذه الزيارات ونلتقي بمسؤولي المنطقة ورجال الأعمال. للاطلاع على تطلعاتهم وكيف يمكنهم الاستفادة من تسويق المنتجات الأمريكية وعقد شراكات بينهم وبين رجال أعمال أمريكيين. وتعزيز العلاقات من خلال تقديم مختلف الفرص أو الاهتمامات التي ممكن ان تكون لدى رجال الأعمال السعوديين. لدينا العديد من برامج التبادل ليس فقط للطلبة وإنما لرجال الأعمال. خصوصا الشباب الذي يطمح في مجال ريادة الأعمال. وبرامج موجهة للمجتمع المدني كالجمعيات غير الحكومية وغيرها. وأيضا نشجع القياديين الشبان ومنحهم فرصة زيارة الولاياتالمتحدةالأمريكية لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للالتقاء برياديي الأعمال في أمريكا. والاستفادة من أفكارهم وتطبيقها هنا في المملكة. وهناك الجانب الثقافي الذي يعزز الجانب الاقتصادي من خلال دعوة فنايين في مجال الموسيقى أو صناعة الأفلام. فالسعودية الآن ستفتح دور للسينما، وهي فرصة لخلق مواطن عمل كبيرة في صناعة الأفلام سواء في مجال كتابة السيناريو أو إخراج الأفلام، وممكن نقدم ورش عمل للراغبين في العمل في مجال صناعة السينما، حيث قمنا بعقد ورش لتحفيز الشباب للعمل على الإنترنت، وتشجيع المرأة للعمل على السوق الافتراضية عبر الإنترنت، وقمنا بعمل ورش مختلفة في جدةوالمدينةالمنورة وأبها، ونتطلع إلى تنفيذها في الباحة. ماذا عن زيارتكم لأمانة الباحة وماذا تم فيها؟ اجتماعنا مع أمين منطقة الباحة الدكتور علي بن محمد السواط ومسؤولي الأمانة وكان لقاءً جيدا، حيث تحدثنا عن بعض المجالات التي ممكن أن نتعاون فيها لتنمية السياحة على سبيل المثال، فمنطقة الباحة تعتبر المنطقة الرابعة في المملكة كوجهة سياحية، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يركز على الاستفادة من السياحة الدينية، لذا كان حديثنا مع الأمين حول برامج التبادل التي يمكن لموظفي الأمانة أن ينتفعوا بها لتنمية مهاراتهم في مجال السياحة والفندقة والمطاعم وكل ما يتعلق بالمجال السياحي، وكيفية تهيئة تنمية مواقع استقطاب السياح، وتفعيل البرامج الثقافية من خلال مهرجان الصيف وإمكانية المشاركة فيه والعديد من المجالات المختلفة، وقد اطلعنا على عرض شيق ودقيق تعلمت منه الكثير. السياحة البيئية والزراعية أمير الباحة يرغب في تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية زراعية.. كيف يمكن أن يستفاد من الخبرة الأمريكية في هذا المجال؟ السياحة البيئية ترتكز على المحافظة على البيئة، والباحة لديها إمكانات كبيرة على هذا المستوى. وعلى سبيل المثال التقيت قبل أسبوع بثلاثين أمريكيا جاءوا لأداء العمرة، وكلهم رجال أمن من ولاية نيويورك، وذلك من خلال وكالات أمريكية لترتيب هذه العمرة، فلماذا لا يكون هناك تواصل مع هذه الوكالات السياحية الأمريكية لقضاء أيام في الباحة للتمتع بالسياحة بعد أداء العمرة؟ كما أنه من الممكن الاستفادة من خبرة الولاياتالمتحدة في التقنيات الحديثة في استهلاك كميات المياه او البذور الهجينة وتطوير القدرات في المجال الفلاحي. فالباحة متميزة في زراعة الرمان، ويمكن تطوير بذورها لتكون قابلة لتحمل المناخ الصعب. ويوجد العديد من رياديي الأعمال في جدة لديهم علامات تجارية في انتاج الشاي بنكهات مختلفة بالرمان والنعناع والليمون، وممكن الباحة تتطور من خلال البرامج الدعم في هذا المجال. كيف كان لقاؤكم برجال الأعمال؟ كان جيدا حيث تحدثنا فيه عن الفرص التجارية والاستثمارية بين الشركات الأمريكية والسعودية في الباحة، وتسهيل مهمة الوفود التجارية التي تمكن رجال الأعمال من الباحة بزيارة الولاياتالمتحدة للالتقاء بالشركات في أمريكا. وعمل تبادل تجاري معهم وعقد شراكة بينهم وتطوير الأعمال الصغيرة. وماذا عن جامعة الباحة؟ هل هناك تعاون في هذا الصدد؟ هناك فرص للطلاب للدراسة في جامعات بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن الممكن تسهيل عملية الدراسة هناك من خلال اختيار الجامعات المناسبة للطلاب من جامعة الباحة. وكان هناك تعريف بالعمل الدبلوماسي الذي نقوم به في المملكة، ويأتي هذا متزامنا مع زيارة سمو ولي العهد ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما يعني دبلوماسية على مستوى عالٍ بين الدولتين ودبلوماسية على مستوى الجهات الداخلية، وهذا من شأنه دعم بناء مثل هذه الجسور بين مواطني الدولتين.