لم يعد مجال التعليم مرتكزًا على المعلم والكتاب المدرسي للحصول على المعلومات كمصدر وحيد لها.. فمع التطور التكنولوجي أصبحت العملية التعليمية والمعلم في تسابق مع الزمن لتجويد المدخلات لأجل الحصول على مخرجات تتلاءم مع المستجدات الحديثة في عالمنا.. ولم تعد المدخلات مقتصرة على الكتاب المدرسي في ظل تزايد الموارد التي يمكن أن يستقى منها المعلومات مثل المجلات المتخصصة والكتب العلمية الميسرة وتطبيقات الهاتف الذكي التي تستهدف مجال التعليم والمواقع الإلكترونية التي تقدم المعلومات بشكل آني.. ومن هنا يأتي الدور الإيجابي للمعلم الذي ينقل العملية التعليمية إلى أدوار أكثر تحدياً لطلبته في هذه المرحلة.. إذ تتمحور أدوار المعلم ليس في نقل المعلومة فحسب بل بالبحث عنها في مختلف المصادر وتوجيه الطلبة للاستفادة المثلى منها حسب الميول والاتجاهات. كما يقوم المعلم بتصميم النشاطات التعليمية والتربوية المرتبطة بواقع الطلبة واهتماماتهم داخل وخارج الصف.. وبما أن التقنية خطت خطوات واسعة في شتى المجالات فإن معلم القرن ال21 سيبدع في تكييفها وتوظيفها حسب ما تقتضي الحاجات والتطلعات المعرفية والنمائية للطلبة. ولا تقف التحديات عند هذا الحد إذ إن المعلم مؤهل لاكتساب مهارات وخصائص عديدة لمواجهة المستجدات على الساحة التعليمية من خلال الممارسات التعليمية والخبرات السابقة والتعلم الذاتي المفضي إلى نمو مهني متسع في مجال تخصصه.. كما أن طبيعة المهنة تقتضي أن يبني المعلم علاقات متعددة وعلى عدة مستويات بداية من إدارة المنشأة التعليمية والموظفين وانتهاءً بالطلبة وأولياء الأمور والمجتمع المحلي خارج المدرسة. وبناء العلاقات يرتكز على التواصل بشتى الوسائل والطرق المتاحة بأي وقت داخل وخارج المنشأة التعليمية. وبطبيعة الحال لابد أن يتمتع المعلم ببعض المهارات القيادية ومن ذلك التأثير الإيجابي والإقناع والتفاوض وإدارة الحوار. إن معلم القرن الحادي والعشرين أمام تحديات كبيرة إلا أن تحليه بالشجاعة والجرأة سيساعده في مسايرة المستجدات وتوظيفها في كل ما يخدم المستفيد النهائي من العملية التعليمية برمتها وهو الطالب الذي تتعلق عليه الآمال والطموحات المستقبلية.