في إحدى الجلسات العائلية سألني ابني الذي يدرس بالمرحلة الثانوية: كيف اخترت تخصصك بعد المرحلة الثانوية؟ فقلت له لماذا هذا السؤال فقال لدي شعور بالإحباط.. فقلت له لماذا؟ قال: ذهبت لإصلاح جهاز الجوال فقابلت شاباً سعودياً فقلت له لماذا تعمل في إصلاح الجوالات؟ قال: أنا من العائدين من بعثة دراسية وحصلت على الماجستير في هندسة الحاسب الآلي ولكنني لم أجد عملاً فوجدت أن العمل في هذا المجال أفضل من الفراغ وأحقق منه عائدًا يسد احتياجي.. هنا تولد لدي الشعور بالإحباط. قلت له: يابني شعورك خاطئ لأن هذا الشاب وضع قدمه على الطريق الصحيح.. يابني معظم دول العالم تؤمن التعليم لأبنائها لكنها لا تضمن لهم الوظيفة ولو لم ينخرط أبناء تلك الدول المتقدمة مثل الصين واليابان في الأعمال التقنية والتكنولوجية وكافة الحرف التي يحتاجها العالم لما أنجزوا من الابتكارات والاختراعات ما جعلها من الدول المتقدمة. أما بالنسبة للإجابة على سؤالك فهو كالتالي: عندما أكملنا المرحلة الثانوية لم يكن بالمملكة في ذلك الوقت سوى أربع جامعات وبعض الكليات العسكرية وكانت بلادنا في أمس الحاجة إلى كافة الخريجين وفور إكمالنا الدراسة الجامعية تم تعييننا لسد الاحتياج.. ولدينا الآن أكثر من 30 جامعة حكومية وأهلية نتيجة لزيادة عدد السكان والنمو والتطور الذي حظيت به بلادنا الغالية. صحيح أن هناك فائضاً في بعض أنواع التخصصات وهذا يحتاج إلى إعادة النظر من الجهات ذات العلاقة والمواءمة بين أعداد الخريجين واحتياج سوق العمل حيث إن هناك بعض التخصصات أصبحت محبطة لخريجيها وهناك من حصل على مؤهل جامعي في تخصص معين ومنذ ثماني او عشر سنوات لم يجد فرصة عمل ولكن المملكة في هذا العهد في إصلاحات شاملة تضمنها هذا الأمر وسنرى في مستقبل الأيام ثمار ذلك. يابني.. تحتضن بلادنا ما يزيد على عشرة ملايين أجنبي من كافة دول العالم يمارسون نشاطات حكومية وأهلية وتحويلاتهم تصل إلى المليارات من الريالات إلى بلدانهم.. وبلادنا لم تغفل هذا الأمر وقرارات التحول الوطني تسير وفق احتياجات الشباب وسد الاحتياج من الكوادر الوطنية لمن يثبت جدارته. يابني كن متفائلاً..