كشف خبراء ومختصون عن 6 عراقيل أساسية تواجه توظيف 20 ألف صيدلي سعودي في 9 آلاف صيدلية مرخصة، وذلك في الوقت الذي تتجه فيه وزارة العمل لإيقاف تأشيرات الصيادلة من خارج المملكة. وأشاروا إلى أن هذه العراقيل، من بينها عزوف المستثمرين عن الاستعانة بالخريج السعودي وضعف الحوافز والمميزات، مشددين على ضرورة التوطين التدريجي في ظل وجود 9 آلاف صيدلية على مستوى المملكة و2000 خريج يستقبلهم سوق العمل سنويًا. 90 % من العاملين من جنسية واحدة وقال الدكتور صالح باحشوان، عميد كلية الصيدلة بجامعة طيبة في المدينةالمنورة: إن مستثمري القطاع عليهم مسؤولية الاستجابة إلى التوطين، خاصة أن خريجي التخصص قادرون على الانخراط في العمل، داعيًا إلى تعزيز الخطة بالحوافز والبدلات لتوفير بيئة عمل جاذبة، إذ إن 90 % من العاملين ينتمون إلى إحدى الجنسيات الإفريقية، و10 % آسيويون. وشدد «باحشوان» على أن عمل الصيدلي يجب ألا يقتصر على العمل في المستشفيات الحكومية والخاصة، إذ إن التخصص يدخل في القطاع الصناعي والتسويقي والصيدليات الخاصة؛ لذلك يجب تنفيذ التوطين بما يتماشى مع رؤية المملكة في خفض معدلات البطالة. بيئة العمل في الصيدليات الخاصة غير جاذبة ورأت الدكتورة أبرار ثابت، بقسم الصيدلة بجامعة الملك عبدالعزيز، أن هناك معوقات عدة تواجه الخريجين، أبرزها، طول فترة الدوام في الصيدليات الخاصة الذي يصل إلى 12 ساعة، ويتغير من فترة إلى أخرى، فمن الممكن أن يعمل أسبوعًا في الصباح والأسبوع الآخر مساء، وهو ما لا يحدث في القطاع الحكومي، مشيرة إلى أن العمل بهذه الطريقة «شاق»؛ ما يجعل بيئة العمل غير جاذبة. وأشارت «ثابت»، إلى أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار، أن عمل الصيدلي لا يقتصر فقط على صرف الأدوية، ولكنه يعتمد أيضًا على إعطاء معلومات تثقيفية وصحية للمريض، والتحذير من صرف أي عقاقير دون استشارة طبية. إيقاف تأشيرات الصيدلة وأعرب فهد الحربي، خريج صيدلة، عن قلقه من تعمد المستثمرين تخفيض الرواتب، حال إيقاف تأشيرات الصيادلة من الخارج، مشددًا على ضرورة تحديد رواتب ثابتة حال تنفيذ التوطين، لافتًا إلى أنه على الرغم من إعلانات الوظائف على المواقع منذ فترة، إلا أنه لم يتم الرد على طلبات التوظيف حتى الآن. 2000 خريج صيدلة سنويًا بلا عمل وأكد أنس زارع الخبير في قطاع الصيدليات، عضو اللجنة المركزية لتطوير الخدمات الصحية «سابقًا»، أن عدد الصيدليات المرخصة تتراوح ما بين 8 إلى 9 آلاف صيدلية على مستوى مناطق المملكة، ويمكن أن تستوعب 20 ألف خريج خلال 5 سنوات بأكثر من 200 % عن عدد الخريجين الذي يصل ل 2000 خريج. وأشار «زارع»، إلى أن التوظيف في قطاع الصيدليات يعتمد على العرض والطلب، كما أن أبرز تحديات «التوطين» تتمثل في رغبة صاحب العمل في تقليل التكاليف، لكن الباحث عن العمل يرغب في الاستقرار الوظيفي، وتوفير العوائد المالية الجيدة، مطالبًا بضرورة فلترة طلبات التوظيفي والعمل على التوطين بالتدرج. الصيدلي يعمل كمسوق من أجل العلاوة وحول مسألة طول الدوام، اتفق معها، همام ولي، خريج قسم الصيدلة بجامعة الملك فيصل، قائلًا، لقد عانينا من هذا الأمر أثناء التدريب في فترة الامتياز، لافتًا إلى أن هناك معوقات أخرى تتمثل في أن الصيدلي يعمل كمسوق لمنتجات معينة؛ نظير علاوة على الراتب، وهو ما يتنافى مع أخلاقيات المهنة. راتب السعودي 3000 والوافد 10 آلاف وقال أمجد عبدالمعين، خريج صيدلة: إن حملات الوظائف السابقة في الصيدليات انتهت بالتوظيف كمساعد صيدلي برواتب من 3 إلى 4 آلاف ريال للخريج السعودي، بينما يعمل الصيدلي الوافد براتب يصل إلى 10 آلاف ريال أو أكثر، مطالبًا المستثمرين بالانصياع لقرارات التوطين، خاصة وأن الوكالات الأجنبية وشركات التجميل تقدم وظائف مغرية برواتب مجزية. وزارة العمل لم ترد على تساؤلات المدينة وقد تواصلت «المدينة» مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لمعرفة متطلبات التوظيف والتوطين في الصيدليات، لكن لم يتم الرد حتى إعداد هذا التقرير.