لم تأل مملكتنا الفتية منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه– في السعي الحثيث إلى نقل هذه البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، وكان ذلك ديدن ملوكها ومسؤوليها حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله وأيده. شملت هذه الطموحات كل المرافق الخدمية من شبكات طرق وكهرباء وخدمات المياه والصحة والتعليم، الذي يعد مفخرة بما تم من التوسع في التعليم الفني والجامعي.. ومن الطبيعي أن تنفذ مشروعات هذه القطاعات من خلال شركات أو مؤسسات على حسب حجم المشروع وتعثر بعض هذه المشروعات ليس مستغربًا وسأورد مثالا من منطقة الباحة التي أقطنها: قامت إحدى الشركات بتنفيذ شبكة مياه لقرى المنطقة وتم إيصال هذه التمديدات وتركيب عدادات المياه على جدران المنازل، هذا الأمر له من الزمن ما يزيد عن خمسة أعوام ولم يتم إطلاق المياه عبر هذه الشبكات وربما أصيبت هذه التمديدات بالتلف بمعنى أنها فرحة لم تتم ومثال على ذلك ما هو حاصل في قرية (مليكه) وبعض القرى الأخرى بزهران، وقس على ذلك الجسر القائم بالرهوة وعلى الطريق الرئيس الرابط بين الطائف والباحة والمنطقة الجنوبية، حيث إنه أبرم عقده عام 1429ه ونحن الآن عام 1439ه بمعنى أنه مضى عشرة أعوام ولم ينجز إلا الجزء اليسير منه.. ماذا يسمى ذلك؟ كذلك إنارة الطرق الرئيسة بالقرى تم وضع الأساسات وتركيب الأعمدة منذ أكثر من أربعة أعوام ولم يتم إطلاق التيار.. ماذا يسمى ذلك؟ والمعروف أن الباحة منطقة زراعية والقادم إليها حاليًا لا يرى ذلك ومن المفترض ان يكون الاهتمام بالغطاء النباتي هو العلامة الفارقة، ولكن الوضع الحالي يقتصر على بعض أشجار العرعر التي تنمو في الغابات الرئيسة وبعضها على وشك الانقراض ثم أشير إلى مداخل المدن والمحافظات الرئيسة ومنها مدخل الباحة الذي يعتبر جافًا ولم تقم البلدية على تشجير جزر الشوارع، بل أصبح يتغير كل عام بأشجار غير ملائمة لطبيعة المنطقة ولم يكتب له النجاح، كما أن كثيرًا من جزر الشوارع تزرع وتهمل من الري وهذا يعد إهمالا واضحًا من الجهات ذات العلاقة. هل أصبح تأخر إنجاز مشروعات بهذا الكم الكبير من الأشهر والسنين.. وقلة الاهتمام.. مرادفًا لكل فساد؟ وإن كان كذلك فيجب أن يقف كل فاسد على ما اقترف ويحاسب على ذلك من قبل الجهات المسؤولة، فالوطن ليس كراسة رسم يعبث على صفحاته المفسدون.