وسط حالة الغضب والغليان في الشارع الإيراني، دعا متشددون بتوقيع عقوبات قاسية على المتظاهرين، وصلت إلى حد الإعدام، وأدى ذلك إلى اشتداد زخم المظاهرات الرافضة لبقاء الملالي في الحكم، والذين أفقروا الشعب الايراني، وحولوا إمكانات البلاد الضخمة إلى جيوب أركان الولي الفقيه الفاسدين، وإلى الصرف على الآلة العسكرية القمعية للحرس الإيراني، والميليشيات الطائفية التي تنفذ أجندة خامنئي الطائفية، وتنشر الخراب في المنطقة. لقد استمرت الانتفاضة مشتعلة في يومها العاشر، أمس، بالعديد من المدن، فيما نفذت الجاليات الإيرانية ومحبو الحرية والرافضون لسياسة الملالي في العالم؛ مظاهرات احتجاج أمس السبت، في باريس، بساحة يينا، تليها مسيرة إلى جدار السلام. وواشنطن والعديد من عواصم العالم؛ تضامنًا مع الشعب الإيراني، ورفضًا للقمع والكبت، وإسنادًا لمطالب الانتفاضة الحالية في إيران. الرعب يستولي على قطعان الملالي طالب خطيب الجمعة في العاصمة طهران، السلطات بالتعامل ب»حزم» مع زعماء الانتفاضة المستمرة، منذ أكثر من أسبوع. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن رجل الدين «أحمد خاتمي» مزاعمه، خلال صلاة الجمعة في جامعة طهران، بأن الولاياتالمتحدة وراء ما أسماه «التحريض» على أكبر احتجاجات مناوئة للحكومة، منذ نحو 10 أعوام. ولا يختلف قول خاتمي عن تصريحات سابقة لمسؤولين إيرانيين، قالوا فيها: «إن هذه الاحتجاجات نجمت عن تحريض خارجي، وسخرت من دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمحتجين، ضد ما وصفه بمؤسسة «قاسية وفاسدة». ولم تقدم السلطات أي دليل يدعم دور الولاياتالمتحدة في الاحتجاجات». وفي الشأن ذاته، نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن البرلمانية الإصلاحية «فاطمة سعيدي»، انزعاجها من الدعوات الصادرة من المتشددين، بتوقيع عقوبات قاسية، وصلت إلى حد عقوبة الإعدام على المتظاهرين. الحرس يشارك في القمع قال سكان في مدن مختلفة: «إن الاحتجاجات لا تزال مستمرةً، بالرغم من تكثيف المؤسسة الحاكمة للقمع، بإرسال قوات الحرس الثوري إلى أقاليم عدة». وتفجرت المظاهرات المناوئة للحكومة يوم 28 ديسمبر، في مدينة مشهد، بعد إعلان الحكومة خططًا لرفع أسعار الوقود، وخفض أموال تقدم شهريًّا لمحدودي الدخل. وامتدت الانتفاضة إلى أكثر من 80 مدينة وبلدة في الريف، وشارك فيها آلاف من الشبان والطبقة العاملة الغاضبين من فساد المسؤولين والبطالة والفجوة الآخذة في الاتساع بين الفقراء والأغنياء. وتدخل نظام الملالي في شؤون الدول الأخرى ونشره للإرهاب. مداهمة وحشية للمعتقلين باروميه أظهر جلادو حرس سجن اروميه المركزي، حقدهم وغيظهم حيالَ انتفاضة الشعب البطولية المستمرة في مختلف المدن، بمداهمة العنبر 12 في سجن اروميه المركزي؛ حيث يقبع السجناء السياسيون. وقام الجلادون وبحجة التفتيش، بالاستيلاء على المواد الغذائية، وممتلكات السجناء بالكامل أو أتلفوها. وقام الجلادون المجرمون من حراس السجن، يرافقهم عدد من القتلة المحترفين بنقل السجناء إلى نادي السجن وكيل الشتائم لهم. تظاهرات الغاضبين في «تبريز» حوّل المواطنون المنتفضون في تبريز مساء الجمعة، المباراة لكرة القدم بين فريقي «تراكتور سازي تبريز» و«استقلال طهران»، في ملعب «سهند» بالمدينة، إلى مشهد لإبراز كراهيتهم ضد نظام الملالي. وكان الجمهور الحاضر في الملعب يهتف «اخجل يا خامنئي واترك الحكومة»، و«يا فاقدي الغيرة» و«يا باسيجي فاقد الغيرة» و«لا غزة ولا لبنان روحي فداء إيران»... كما رفع المواطنون باللغة التركية شعار «المواطنون في أذربايجان لا يقبلون الذل». وقطع نظام الملالي الإنترنت داخل الملعب. الإذاعة والتلفزيون التابعة للنظام التي كانت تبث وقائع المباراة بشكل حي، قطع البث أثناء تعالي الشعارات. وأطلق الشباب رمانات دخان للاحتجاج على قطع صوتهم من تلفزيون النظام. وجرت هذه التظاهرة الضخمة في وقت كانت القوات القمعية، قد وضعت منذ صباح اليوم نقاط تفتيش في الطرق بين مدن خوي واروميه واردبيل إلى تبريز. وكانت قد أنذرت ركاب الحافلات القادمة من اردبيل واروميه إلى تبريز لمشاهدة المباراة، بلغة التهديد وضبطت موبايلات بعض المواطنين. كما وفي مدخل الملعب، كانت القوات القمعية منتشرة بشكل مكثف، وكانت تمنع المواطنين من الهتاف بتهديدهم وفرض قيود على أبواب الدخول. واشنطن: طهران تنفق 6 مليارات سنويًّا لدعم الأسد وكانت «نيكي هايلى»، المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، قد ذكرت في بيانها أمام مجلس الأمن عشية الجمعة، أن الشعب الإيراني انتفض في عشرات المناطق ضد قمع السلطات، وأن التظاهرات في إيران تلقائية من دون تدخل خارجي. وأكدت «هايلي»، أن أمريكا تقف مع الباحثين عن الحرية والرخاء والكرامة في إيران، مشيرةً إلى أن النظام يحرم شعبه من حقوق الإنسان الأساسية، موجهةً حديثها لنظام إيران: «إن العالم يرى ما تفعلون». وأضافت «هايلي»، أن أصوات الشعب الإيراني تطالب الحكومة في طهران بوقف دعم الإرهاب بالمليارات، وتمويل الميليشيات في العراق واليمن، كما ينفق 6 مليارات سنويًّا على الأقل لدعم الأسد. مسؤول أممي: المتظاهرون رفضوا التدخل الإيراني في المنطقة مساعد الأمين العام الأممي، للشؤون السياسية، «تاي بروك زاهيرون»، عرض في تقريره عن إيران، قائلًا: «إن المتظاهرين في إيران انتقدوا الامتيازات الممنوحة لرجال الدين، وبعض عناصر جهاز الأمن، كما انتقدوا التكلفة الكبيرة لتدخلات النظام الإيراني في المنطقة». وأضاف المساعد الأممي: «في الأيام التي تلت الاحتجاجات الأولى في جمهورية إيران، حدثت مظاهرات في مناطق كثيرة، منها طهران، وبعض الشعارات التي رفعها المحتجون تنتقد الهياكل الاجتماعية والحريات السياسية. فرنسا وبريطانيا: نرفض قمع المتظاهرين قال المندوب الفرنسي إلى مجلس الأمن الدولي: «أود هنا أن أعبر عن قلقنا إزاء العنف الذي انتاب التظاهرات، خلال الأيام الأخيرة في إيران، وعدد الضحايا والمعتقلين بين المتظاهرين، ونطالب السلطات في إيران بضبط النفس واحترام الحريات الأساسية، وخاصة حرية التعبير والتواصل والتظاهر السلمي، الإيرانيون يجب أن يتمكنوا من التعبير عن آرائهم بشكل سلمي، ويجب علينا أن نبقى يقظين؛ حتى لا تنتهك هذه الحريات والحقوق.. ومن حق الإيرانيين أن ينخرطوا في حوار سلمي يستند إلى الحقوق». كما دعا المندوب البريطاني في مجلس الأمن، إيران إلى وقف العنف، وأن تلتزم الحكومة الإيرانية بتعهداتها بشأن حقوق الإنسان. السيناتور ماكونيل: يجب محاسبة مسؤولي نظام ولاية الفقيه قال السيناتور «ميتش ماكونيل» زعيم الأغلبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ الأمريكي في تصريحات له مؤخرًا: إن النظام الإيراني أعطى الأولوية إلى نفقات الجيش والنخب الأمنية والمؤسسات الدينية فيما يعاني المواطنون في جميع أنحاء البلاد من شظف العيش وقاد هذا للاستياء الذي بدا واضحًا الآن تمامًا، وكجزء من أستراتيجيتنا الشاملة تجاه النظام الإيراني التي يجب أن تركز على إنهاء الأنشطة الشريرة في الشرق الأوسط فعلينا أن نحاسب أي من مسؤولي النظام يقف وراء قمع المتظاهرين.