استمرت انتفاضة الشعب الإيراني للمطالبة بإسقاط نظام الملالي، لليوم السابع على التوالي أمس، وشهدت مدن عدة في إيران تظاهرات حاشدة سقط خلالها قتلى من المتظاهرين في مواجهات مع قوات الأمن والباسيج وميليشيات خارجية استعان بها النظام . من جانبه دعا مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين إيران أمس لكبح جماح قوات الأمن واحترام حقوق المحتجين في حرية التعبير والتجمع بشكل سلمي. وقال الأمير زيد إن أكثر من 20 قتلوا واعتقل المئات في جميع أنحاء إيران وحث السلطات على إجراء «تحقيقات مستفيضة ومستقلة وموضوعية في كل أعمال العنف التي وقعت». مسؤول إيراني سابق: المتظاهرون سئموا البطالة والفقر والعنصرية وصف الناشط البارز في حركة الإصلاح في إيران عبدالله رمضان زاده، المشاركين في المظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها بلادها منذ الخميس الماضي، بأنهم «شباب الشعب». جاء ذلك في تغريدة نشرها رمضان زاده -المتحدث باسم الحكومة الإيرانية في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي- أمس الأربعاء، عبر حسابه على «تويتر». وقال زاده: «لماذا هذا الهراء؟ أين العدو؟ هؤلاء هم شباب الشعب الذين سئموا من البطالة والتشاؤم وهواجس المستقبل والفقر والعنصرية»، في إشارة إلى المتظاهرين والمحتجين. الاستعانة بمرتزقة أفغان لقمع المتظاهرين أفاد موقع «آمد نيوز» الإيراني أمس الأربعاء أن قوات من ميليشيات فيلق «فاطميون» الأفغاني الذي يموله الحرس الثوري الإيراني، شاركت في عملية قمع متظاهرين بمدينة خميني شهر بمحافظة أصفهان وسط البلاد. معارضة إيرانية: لا تراجع عن إسقاط نظام الملالي أكدت مسؤولة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ببريطانيا دولت نوروزي أن الإيرانيين لن يتراجعوا عن إسقاط نظام الملالي. ونقلت «بوابة العين الإخبارية» عن نوروزي قولها إنه لا سبيل أمام الشعب الإيراني سوى الاستمرار في ثورته. وشددت على أن اللحظة الآن سانحة للحسم بتجمع جميع القوى المناهضة لنظام الملالي. وشدد على أن جميع قوى المقاومة الإيرانية بالخارج تجتمع على قلب رجل واحد. وأشارت نوروزي إلى أن الجميع بالداخل والخارج توحدوا على إسقاط النظام، وأن المعارضة الخارجية موحدة تحت راية رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الخارج، وهي في حالة انعقاد دائم. وزادت: «الواقع يحيلنا إلى أنه لم يعد هناك أي احتمال للتراجع لأسباب عديدة في مقدمتها أن الناس قد فاض بها الكيل من تردي أوضاعهم مقابل نظام ينهب أموالهم وينفقها على نفسه، وعلى تدعيم نفوذه، وعلى أذرعة خارج الدولة لتحقيق طموحاته غير المشروعة». وحثت الإيرانيين على مواصلة نضالهم ضد النظام الذي يبدد أموالهم في تأجيج الصراعات باليمن والبحرين ولبنان وسوريا والعراق. ونوهت بأنه لا بد من رحيل نظام حسن روحاني الذي أحرق كل شيء، ونشر الحروب في كل مكان، متدثرا بعباءة الإسلام، بينما كل شخص في إيران يعلم أنه لا علاقة لهذا النظام بالإسلام من قريب أو بعيد. الاتحاد الأوروبي: الخسارة في الأرواح غير مقبولة أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ليل الثلاثاء عن أسفها «للخسارة غير المقبولة في الارواح البشرية» في ايران حيث قتل 21 شخصا على الاقل في التظاهرات المستمرة، مناشدة «كل الاطراف المعنية» الامتناع عن «اية أعمال عنف». وقالت موغيرني في بيان باسم الاتحاد الاوروبي ان الاخير «يراقب من كثب التظاهرات الجارية في ايران وتزايد اعمال العنف والخسارة غير المقبولة في الأرواح البشرية». خامنئي قاتل قال مهدي عقبائي من اعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حول الانتفاضة الشعبية في إيران في تصريح صحفي «تواصلت تظاهرات المواطنين والشباب المنتفضين يوم الثلاثاء ولليوم السابع على التوالي في مختلف مدن البلاد». واضاف «في مدينة رشت ألقى المتظاهرون الرمانات اليدوية في الأزقة المنتهية إلى «سبزه ميدان» نحو ميليشيات البسيج. وفي مدينة همدان تظاهر المواطنون بشعار «خامنئي قاتل وحكمه باطل» و»الموت لخامنئي» و»عار عليك يا خامنئي» وسيطروا على قاعدة لمليشيات البسيج المسمى «شفيعي». وأما في مدينة «إسلام آباد غرب» فشنت عناصر القمع هجوما على المحتجين واعتقلت عددا منهم.» وأردف «التظاهرات جرت في «فولاد شهر بإصفهان» بشعار «لتعلم ايران أن الانتفاضة مستمرة». وأما في مدينة تبريز فانتشرت وبشكل مكثف في الشوارع المركزية منها ساحة ساعة قطعان الحرس والبسيج وحرس مكافحة الشغب راكبين وراجلين. وجرت مواجهات بين المواطنين البواسل وعناصر القمع ودافع المواطنون عن أنفسهم بإلقاء رمانات يدوية على عناصر النظام.» وأشار «في مدينة «قهدريجان» (بمحافظة أصفهان) احتشدت عوائل المعتقلين أمام مقر الحرس وغيره من الأجهزة القمعية مطالبين بإطلاق سراح أعزائهم المحتجزين. وفي الليلة الماضية قامت قوات الحرس والبسيج المجرمة بإطلاق النار مباشرة على الشباب المحتجين ما أدى إلى سقوط 10 اشخاص. وفي مدينة بهبهان أحرق الشباب الأبطال حوزة الملالي الخاصة للفساد والجريمة لإبداء كراهيتهم للملالي الفاسدين والمجرمين. وأما الشباب في مدينة كاشان فقد تظاهروا بشعار «ليرحل الملالي». ودعا عقبائي «مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وكل الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة الجريمة ضد الإنسانية من قبل الملالي الحاكمين في إيران في يوم السادس من الانتفاضة واتخاذ خطوات دولية فاعلة للتصدي لقمع انتفاضة الشعب الإيراني».