المشكلة يا سادتي هي ليست في ضريبة القيمة المضافة، بل هي أكبر من الضريبة نفسها، فالخوف أن تتحول إلى حكاية استغلال تبدأ بالقيمة التي سوف تكبر بدءا من المورد الذي يضع قيمة الضريبة المضافة على الفاتورة ومن ثم الموزع، والذي بدوره سوف يحسبها على القيمة إلى أن تصل للبقالة أو المتجر، الذي بالتأكيد لن ينسى الضريبة المضافة وتظل حكاية الضريبة (هكذا) تكبر وتكبر حتى تصل للمستهلك الأخير، والذي حتى اللحظة هو (لا) يدري كم سيدفع و(لا) كيف، و(لا) علم لديه عن القادم الذي ينتظره ويخاف منه على نفسه أكثر مما يتوقَّع!! والحقيقة والتي كلنا يعرفها هو جشع الكثير من التجار لدينا وحرصهم على مكاسبهم بطريقة بشعة جدا، وما أظن أحدا فيهم يُفكِّر في الإنسان الذي هو شريك النجاح، والعميل الأول الذي يُقدّم له من دخله كل ما يُمكِّنه من البقاء في عالم التجارة، وهنا يكون الأهم قبل المهم، هو أن تتولى وزارة التجارة مهمة حماية المستهلك من اللعب في ضريبة القيمة المضافة، وأن تقوم بدورها خاصة في البدايات، والتي بأمانة أخشى وأخاف من أن تتحوَّل وتصبح قصة...!!! هي أسئلة العموم وقلق الجميع، وهو قلق طبيعي، لأنه يمس حياة الناس كلهم، ومن حقهم يسألون عن كل شيء، ومن واجب الجهات المسؤولة أن تقف معهم وأن تطمئنهم، وأن تُوضِّح كل شيء وبتفصيل، لكي (لا) تتحول الضريبة إلى ضرب الجيوب واستغلال البسطاء من قِبَل أولئك الذين عوّدونا دائما في تعاملهم معنا أن الريال هو الذي يهمهم أولا وثانيا وثالثا وعاشرا، وهنا يكون الخوف من الجديد القادم، الذي لم يتعوَّد عليه المواطن ولا عاشه في حياته كلها، وهو خوف مبرر وطبيعي جدا.. لكن الأمل في تعب الرجال وجهودهم ووجودهم في الميدان، هو الأمل الذي يتمناه (كل) الناس، لنرى في الغد الآتي كيف يكون وتكون أسواقنا وسلعنا، متمنيا أن تمضي الأمور بسلاسة إلى ما يهم ويخدم إنسان هذه الأرض المثالي بطبعه، والذي يتعامل دائما وأبدا مع كل الظروف والمتغيرات بواقعية وأدب وحب، (لا) يُوازيه حب...!!! (خاتمة الهمزة)... في التجارة تسعة أعشار الرزق، (إلا) عندنا!!!... و(لا) أجمل عندي من تاجر يخاف الله، و(لا) أسوأ من تاجر انتهازي يستغل الظروف ولا يرحم... وهي خاتمتي ودمتم.