شهد اليوم الأول لتطبيق ضريبة القيمة المضافة انسيابية في التعامل، وبدأ المواطنون والمقيمون استيعاب الأمر، وكانت ردات الفعل طبيعية، عدا بعض ضعاف النفوس من التجار الذين حاولوا استغلال الضريبة لتحقيق مزيد من الربح، ومنهم بعض محطات الوقود التي أغلقت في وقت مبكر، مساء أول من أمس، انتظارا للأسعار الجديدة، وبعض المطاعم التي سحبت قوائم الطعام المعتمدة لرفع الأسعار، وكذلك بعض المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم التي استغلت تطبيق الضريبة المضافة، ليرفعوا أسعار منتجاتهم، وسط استغراب من المستهلكين الذين دعوا الجهات المختصة إلى القيام بواجبها لحمايتهم من الاستغلال. رفع الأسعار رصدت «الوطن» أحد المقاهي الشهيرة الذي يمتلك سلسلة فروع منتشرة على نطاق واسع في غالبية المدن، وقد رفع أسعاره بواقع ريال تقريبا لكل طلب قهوة أو مياه معدنية متحايلا على تطبيق الضريبة، إذ قام بتعديل قائمة الطلبات «المنيو» مضيفا إليها زيادة الأسعار الجديدة. وأكد مستهلكون قيام عدد من المقاهي والمطاعم برفع الأسعار منذ الشهر الماضي مستبقين تطبيق الضريبة، ورسوم العمالة كي يعوضوها من جيوب المستهلكين. ورصدت جولة «الوطن» محلات أخرى التزمت بأسعارها السابقة، مضيفين إليها قيمة الضريبة التي يكون بعضها على شكل هللات، لتضطر حينئذ إلى توفير صرف النقود المعدنية من فئة ربع ونصف ريال، فيما تطلب بعضها من زبائنها السداد بالبطاقات البنكية «الشبكة» كي تتجاوز إشكال عدم وجود الصرف. ودعا مستهلكون إلى مقاطعة المحلات التجارية التي ترفع أسعارها، فيما ذهب آخرون إلى أهمية إعادة تنظيم استهلاك الأسر، واتباع نظام توفيري يسهم في عدم تحمل أعباء ارتفاع الأسعار. تجاوزات وتلاعب رصدت «الوطن» مع بداية تطبيق ضريبة القيمة المضافة أمس عددا من التجاوزات والتلاعب بالمستهلكين، منها زيادة الأسعار الأساسية، وإضافة ضريبة القيمة المضافة، وإيهام المستهلكين أن الزيادة نتيجة إضافة نسبة ضريبة القيمة المضافة، إضافة إلى عودة استبدال ال«العلك» وعلب المناديل الصغيرة، عوضا عن الهلل المتبقي من قيمة المشتريات الأقل من ريال. وتوقفت بعض محطات الوقود عن البيع قبل ساعات من تطبيق القيمة المضافة لتخزين الوقود وبيعه بعد ساعات بأسعار أعلى، وأعلنت وزارة التجارة أنها واجهت عددا من هذه الحالات، إذ قام مراقبو الوزارة بإلزام محطات الوقود بالعمل، وقام بعضهم بفتح المضخات، ومساعدة أصحاب السيارات على تعبئة الوقود، وأخطروا ملاك هذه المحطات بضرورة مراجعة الوزارة لاستكمال الإجراءات. #خلي_الضريبة_علينا أكد عدد من المواطنين أن «بعض التجار والمؤسسات الكبرى قامت بتحميل المواطن جميع تبعات ضريبة القيمة المضافة، واستغل البعض بدء تطبيق الضريبة بواقع 5%، لتزيد من أسعار السلع والخدمات، كي يبدو أن إجمالي الزيادة نتيجة للضريبة الجديدة». وفيما انتقد بعضهم عدم تقديم الشركات والمؤسسات والبنوك مبادرات للتخفيف من أثر الضريبة، قدم بعض رجال الأعمال مبادرة بتحمل قيمة الضريبة المضافة، وعدم تحميل المواطنين أي مبالغ إضافية عن السابق، وذلك على جميع المنتجات والخدمات التي تقدمها منشآتهم، وأطلقوا وسما عن المبادرة على موقع «تويتر» بعنوان #خلي_الضريبة_علينا، مؤكدين أنها تهدف إلى التخفيف على المستهلك، وثمّن مغردون مبادرة رجال الأعمال وموقفهم الوطني. شهادة التسجيل لاحظت «الوطن» خلال جولتها الميدانية أمس، عدم تعليق معظم المتاجر شهادة التسجيل في ضريبة القيمة المضافة، كي يعرف المستهلكون إذا كانت المنشأة مسجلة في الضريبة أم لا، وبالتالي يتأكد المستهلك من عدم وجود تحايل في حال فرضت المنشأة الضريبة المضافة على مشترياته.