أتحفنا زميلنا الأكاديمي والكاتب بجريدة المدينة د. أحمد درباس، بموضوع مثير في أحد قروبات الواتس أب التي نتشارك فيها، يتحدث فيه عن «منحنى تأثير دونينغ كروجر Dunning Kruger Effect».. وهي دراسة طويلة معقدة هدفها رصد تدرج مستوى التفكير والخبرات والمهارات.. إلخ، لدراسة العلاقة بين مستوى (الثقة) و(المعرفة) لأي شخص؛ حيث تزداد ثقة الفرد بنفسه كلما ازداد تحصيله المعرفي على عدد من المراحل حتى يصل إلى ما أسماه كروجر بمرحلة الGuru أو العالم أو العارف أو الخبير. **** في مرحلة ال(قورو Guru) لا يقتصر إدراك الفرد بقدراته الخاصة وحدها بل ويُدرك ذكاء وغباء من حوله من الناس.. وهكذا يفسر منحنى كروجر كل ظواهر الحياة تقريبًا فرديًّا واجتماعيًّا.. شغلك.. حياتك.. مستواك الوظيفي.. الإرهاب.. التطرف.. مستوى العصبية في المجتمع.. الاكتئاب.. تطور دول وتخلف أخرى.. تنميتك لمهارة جديدة.. إلخ.. فهي نظرية متكاملة للمعرفة تؤكد أن الإنسان لا يولد من بطن أمه «قورو».. لكن اكتساب المعرفة المستمر هو من يوصله إلى تلك المرحلة المتقدمة. **** ما قد لا يعلمه د. درباس، وقبله المستر كروجر، أن نظريته هذه بمراحلها المتعددة اختصرها الأفارقة بخطوة واحدة، وصلوا فيها إلى مرحلة القورو GURU مباشرة بثمرة واحدة تُسمي «جوز الزنج» المشهورة في منطقة الجحاز منذ زمن طويل بال»قورو»، ويسميها السودانيون (فياجرا الغلابة) لرخص ثمنها. هذه الثمرة تختصر عند البعض كل مراحل العلم والمعرفة، وتصل بهم مباشرة لهدفهم من الحياة.. ومسراتها، ولا يحتاجون بعدها إلى أي شيءٍ آخر!! #نافذة: ما ناقشت جاهلًا إلا غلبني، وما ناقشت عالمًا إلا غلبته. الإمام الشافعي