* كتبتُ وكتب الكثيرون عن صرف جدة، والذي ظل يصرف لنا الكلام والوعود سنين وسنين!!! وأذكر أنني اجتمعتُ مع وزراء ونواب في لقاءاتٍ عِدّة، كان هدفها الوقوف على منجزاتهم، والتي وبكل أسف بعضها كان هلسًا؛ حيثُ كشف غطاءها تحقيقُ صحيفةِ «المدينة» في عددها «19961»، والذي قدمته على صفحتين، للزميل داود الكثيري، وكانت بدايته المؤلمة على الصفحة الأولى وبعنوان عريض: «المراقبة: 78 % من الأحياء بدون صرف صحي، و90 % من المشروعات متعثرة»، وتفصيل مخيف وتقارير مؤسفة ومبكية أوضحت للمسؤولين حجم مأساة المواطنين مع أولئك الذين للأسف أرهقوهم جداً، ولم يُقدِّموا لهم سوى التعب والعذاب، والذي ما يزال مستمرًّا، وما أظنه سوف ينتهي طالما أن النسبة والتي ما تزال تنتظر الصرف هي نسبة ضخمة وكبيرة جدًّا.. والسؤال أين ذهبت كل المليارات التي كُنَّا نسمع عنها من أفواه المسؤولين عن المياه؟ وأين كل الوعود التي كانت تُطلق في الهواء؟ ومَن يُعوِّض أهل جدة ما دفعوه في «شفط البيارات»؟! ومَن سيُعوّضهم عن معاناتهم وعن صبرهم وعن تعاستهم وعن أموالهم التي للأسف ذهبت هكذا عبثًا في جيوب تجار «الصهاريج»؟! أولئك الذين استغلُّوا الفشل وأُثروا على حساب المواطنين، ولا حول ولا قوة إلا بالله...!!! * أذكر أنني كتبتُ عن فشل الصرف الصحي كثيرًا.. كان آخرها المقال الذي عنونته: «شركة الوايتات الوطنية»، وقتها كنتُ أظنُّ أن الحكاية سوف تنتهي قريباً، وتوقعتُ أن «20 %» من مشروعات الصرف في جدة هي الباقية، لأكتشف أن المصيبة أكبر من توقعاتي، وأن المتبقي هو «80 %» وهو العكس تمامًا.. وأن كل السنين التي مرَّت لم تكن سوى كلام وتلاعب بثروات الوطن، والتي أتمنى أن نعرف أين ذهبت، كما أتمنى أيضًا أن يردّوا لنا كمواطنين كل أموالنا التي أنفقناها في الصرف الصحي، وهي مبالغ ضخمة ومخيفة، هذا من غير التعب والقلق اللذين عشناهما مع الصهاريج التي شفطت أموالنا وسعادتنا، وحسبنا الله ونعم الوكيل...!!! * (خاتمة الهمزة).. للأسف كل الآمال والأمنيات ماتت بالأمس.. بعد قراءة التحقيق الذي قدَّمته صحيفة المدينة لقُرَّائها فكانت الصدمة القاتلة.. والسؤال الأخير أيضًا: أين ذهبت المليارات؟!... وهي خاتمتي ودمتم.