صدرمؤخرًا عن دار «الدار» المصرية للنشر والتوزيع، كتاب:»العلاقات الفلسطينية الأمريكية» للباحث والمؤرخ والكاتب الصحفي الفلسطيني د. إبراهيم فؤاد عباس، يقدم إضاءة شاملة لمسيرة العلاقات الفلسطينية - الأمريكية على مدى قرن، وهو بالطبع ليس الكتاب الأول الذي يتطرق إلى هذا الموضوع، لكنه يختلف عن غيره من الكتب التي تطرقت إلى تلك العلاقات، من خلال تسليطه الضوء على تلك العلاقات من عدة زوايا تشكل في مجملها، بانوراما شاملة، تجعل القارئ يلم بشكل جيد بمراحل وتطورات تلك العلاقات وأهم محطاتها الرئيسة، وذلك عبر ستة فصول هي: أدوات التأثير على مواقف الإدارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية (اللوبي الصهيوني- الكونجرس- الأصولية المسيحية- مراكز الأبحاث- وسائل الإعلام)- المحطات البارزة في مسيرة العلاقات الفلسطينية الأمريكية - مواقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة من القضية الفلسطينية (من الرئيس ودرو ويلسون إلى الرئيس باراك أوباما) - المبادرات الأمريكية لحل القضية الفلسطينية - أوسلو وما بعدها - الموقف الأمريكي من القضايا الأساسية (الموقف من قضية القدس- الموقف من الاستيطان- الموقف من حل الدولتين- الموقف من الانتفاضات الفلسطينية - الموقف من الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني)، وتضم نهايات الكتاب: كرونولوجي - الحقائق الجديدة- الخلاصة، ثم الوثائق والمراجع، ويستطيع القارئ في نهاية المطاف أن يستنتج أن رهان الفلسطينيين على أمريكا في البداية كدولة ليس لها تاريخ استعماري في المنطقة، خاصة في ظل مبادئ ويلسون الأربعة عشر التي وضعها عام 1916 كميثاق أمريكي لحقوق الإنسان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ثم الرهان عليها بعد حرب تحرير الكويت وانطلاق مؤتمر مدريد للسلام في خريف عام 1991 كراعية لعملية السلام ووسيط أساس لعملية السلام كان رهانًا خاطئًا، وهو ما تمثل بموت حل الدولتين على إثر اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ضاربًا بذلك عرض الحائط بالتعهدات الأمريكية نفسها التي أنتجت خريطة الطريق وحل الدولتين، إلى جانب انتهاكها الصارخ لقرارات الشرعية الدولية، ومرجعيات عملية السلام، بما في ذلك المبادرة العربية للسلام.