أبدى السينمائي السعودي العالمي فهد عليان استيائه من التجاهل الذي يجده من قبل الإعلام السعودي برغم النجاحات الكبيرة التي حققها في مجال السينما في هوليوود، مشيرًا إلى أن كل ما قام به من إنجازات في مجال الأفلام، اعتمد فيها على مجهوده الخاص، ولم يجد الدعم من أي جهة، مبديًا أسفه لعدم تجاوب رجال الأعمال السعوديين معه، وخذلانه بعد الوعود التي قطعوها على أنفسهم بدعمه، مشيرًا إلى أن مسيرة النجاح التي حققها في هوليوود الأمريكية جابها في حرب ضروس مع الأمريكان، مشيرًا إلى أن المنتجين والمستثمرين الأمريكيين يستغلون الخليجيين وبخاصة السعوديين ويعرضون عليهم أدوارًا تافهة في أفلامهم.. عليان كشف في هذا الحوار رحلته الفنية، وما أنجزه من أفلام وما انطوت عليه من رسائل استهدفت إظهار الوجه الحقيقي للإسلام وحضارة العرب والمملكة العربية السعودية، ولماذا يرفض أداء دور الإرهابي، وأي جوائز نالها في مسيرته، وغيرها من المحاور الأخرى طي هذا الحوار.. عتب محب • ذاع اسمك عالميًا في هوليوود.. فلم غاب في الإعلام السعودي؟ كنت أتمنى وأحلم أن أجد الإعلام السعودي يحتضني ويهنيني على الإنجازات التي تسجل أولاً باسم الوطن، ولكن للأسف لا أحد تواصل معي، كنت أجد بعض الصحف العربية والأمريكية يسعون لإجراء لقاءات تلفزيونية وصحفية معي، إما عن طريقي مباشرةً أو عبر مدير أعمالي، حقيقة إنهم كانوا يبحثون عني حتى في وسائل التواصل الاجتماعي بكل شغف واهتمام، ولكن للإعلام السعودي العذر فربما بُعد المسافة أو اختلاف اللغات كانت العائق بيني وبينهم، وثقتي في الإعلام السعودي لا زالت كبيرة وسأضع لهم سبعين ألف عذر. نشاط هوليوودي • ماذا عن تجربتك في هوليوود؟ أنتجت الكثير من الأفلام، وصنعت أخرى، كما ساعدت أشخاص في صناعة الأفلام في هوليوود، بعض هذه الأفلام كتبتها بنفسي، البعض الآخر ساعدني فيه كتّاب محترفون من هوليوود، كذلك أنتجت عدة أعمال وأخرجتها بنفسي، ولعبت فيها دور البطولة كلها، ما عدا فيلم واحد لم أخرجه وهو «وذنق لايف»، ولكني كنت المسؤول الأول عن كل شيء يحدث.. وأشير إلى أنني لم أخسر شيئا من هذه الأفلام، فقد فازت كلها في المهرجانات، ومنها فيلم «شويتشنق بارنت»، و»لوزنق لايف» و «ذا تروث»، والآن تشجعت كثيرًا لعمل فيلم عالمي سيرى النور قريبًا. عشق الطفولة • نلت شهادتك الأكاديمية من جامعة نيويورك للأفلام.. لماذا درست هذا الاختصاص مع علمك أن صناعة الأفلام في السعودية شبه منعدمة؟ سؤال مهم للغاية، وسمعته كثيرًا من الأمريكان ولا زلت أسمعه، الهواية والفن وصناعة الأفلام ليست مقترنة بأمريكا أو بغيرها أو بالزمان والمكان، وإنما هي هواية وموهبة ربانية في الإنسان فينبغي على كل شخص يملك هواية أن يطورها ويتعلم أسس تلك الهواية إما عن طريق الدراسة أو التجارب.. في عام 2009 أنتجت فيلما قصيرا في السعودية ولكن لم تكن هناك أي مؤسسة تعليمية أو برامج أو حتى أصدقاء يساعدوني، أو يخبروني كيف أبدأ ومن أين أبدأ، كان كل من حولي فقط يشجعوني، منذ نعومة أظافري وأن أعشق صناعة الأفلام بشكل كبير جدًا وكانت هوايتي الأولى هي صناعة فيلم، وما أحب أن أشير إليه هو أن الكثير من الأفلام لا تعلم عن الإسلام شيئًا ولا عن الاعتدال ولا عن حضارة الإسلام، لذلك يجب أن نظهر للعالم ما هو الإسلام من خلال الأفلام التي يتابعها ملايين الناس في العالم فهي إحدى أهم أدوات الاتصال مع العالم أجمع. نحو الأوسكار • هل تصنع أفلامك للتجربة أم للظهور والشهرة؟ قبل الشهرة أحب أن أظهر للعالم أجمع من هي المملكة العربية السعودية، من جميع النواحي، ولكن أقولها وبكل تجرد أنا أفتقد للدعم؛ لأن مثل هذه الأفلام تحتاج لدعم كبير سواء ماليًا أو معنويًا، ثانيًا أن أرى أني إنسان ناجح في صناعة الأفلام وأسعى دائمًا للوصول للأوسكار وهذا ما سيحدث بمشيئة الله تعالى لأكون مثالاً للشاب السعودي الطموح. نجاح وجوائز • أثناء دراستك كتبت وشاركت في فيلمك Losing Life .. فماذا عن هذا الفيلم ومن أين جاءك الإصرار على إنجازه؟ جاءتني فكرة الفيلم منذ فترة طويلة واحتفظت بها، وقمت بكتابتها وإنتاجها وإخراجها عام 2015، ولكن لظروف الدراسة وكتابة بعض النصوص والانشغال بمشروعات أخرى استعنت بصديق سعودي لمساعدتي على الإخراج، وبالفعل فاز الفيلم وحصلت من خلاله على عدد من الجوائز. قاعدة مهمة • بأي المقومات استطعت ترك بصمة وحضورك العربي في هوليوود؟ كما تعلم أن هوليوود تعتبر إمبراطورية في الأفلام، والمنافسات فيها تكون من جميع أنحاء العالم، لذلك من يدخل المنافسة يجب أن يلتزم أولاً بالوقت وبالنشاط وبالإصرار خلف تحقيق الطموح، وهناك قاعدة تعلمت منها كثيرًا تقول «Move on to the next » أي بمعنى اذا انتهيت من العمل اذهب للآخر وبسرعة. لذلك أنا دائمًا أبحث عن الأفضل وتحقيق النجاح، وأحب أن أشير إلى أنني أقوم بمساعدة الإخوة العرب في هوليوود وساعدت الكثير منهم. حرب ضروس • في مسيرتك الناجحة ألم تجابهك أي صعوبات؟ تعرضت لحرب شرسة من الأمريكان أنفسهم، وكنت أتعب من هذه الحرب الضروس، ولكن كنت أدعي الله دائمًا وأرجوه التوفيق، وبالفعل كنت مصرًا على الوصول للنجاح رغم كل هذه الحروب، فأنا أكتب نصوص الفيلم، ثم اجتمع مع فريق كامل من الأصدقاء المحترفين وأقنعهم ليعملوا معي في الفيلم حتى بأقل الأسعار، وبالفعل تيسرت الأمور وحققت ما كنت أبحث عنه وانتصرت. في الانتظار • مواقع التواصل تشير إلى تعاون فني بينك والممثل العالمي جاكي شان فما صحة ذلك؟ التقيت بالممثل العالمي جاكيشان في إحدى الفنادق أثناء اجتماعي مع عدد من المنتجين وكنت من ضمنهم، وبإذن الله انتظروني معهم عام 2018، ولكل حادثة حديث. دور مرفوض • عدد أفلامك تجاوز ال19 فيلمًا.. ما هي مضامينها والأسس التي قامت عليها؟ تختلف بعضها عن بعض؛ منها الكوميدية والآكشن والتراجيدي، ولكن ما يجدر ذكره أنني لا أحب أن أمثل دور إرهابي لأنه يزعجني كثيرًا، ورفضت العديد من الأدوار التي تمثل دور عربي إرهابي. صورة إيجابية • لم جعلت من العرب مرضى نفسيين في فيلمك «The Truth» الذي شاركك فيه ممثلون إيطاليون وصينيون وأمريكان ؟ قصه الفيلم تتحدث عن كل الإرهابيين سواء عرب أو غير عرب وأنهم مرضى نفسيون، ولذلك يقتلون أنفسهم وهذه هي الحقيقة، أما قصة الفيلم فهي عبارة عن عصابة دولية غير مسلمة تتمكن من اختطاف عائلة طبيب نفسي سعودي يعمل في إحدى الدول وتهديده بتجنيد مرضاه النفسيين من السعوديين لعمليات إرهابية باسم الإسلام والسعوديين، ولكن بحيلة منه يتمكن منهم الطبيب السعودي وينقذ حياة الكثير من الأبرياء، فأنا هنا أظهرت الجانب الإيجابي من العرب، وخصوصًا صورة المواطن السعودي. هدف نبيل • ولكنك أيضًا في أحد أفلامك جعلت الشخص العربي ساحرًا أمام رغبة شخص أمريكي؟ أولاً هناك بعض الكُتّاب الأمريكان معي في هذا النص، والقصة ليست فيها تشويه لصورة العرب، أو للمسلمين وإنما هي كوميدية بين أمريكي يحاول القيام بعمل سحر، فينقلب عليه السحر، والقصد من هذا كله أن يأتي رجل ومعه القرآن فيقرأ ويبطل السحر، فالمعنى من هذه القصة هو أن نشرح للناس عظمة كتاب الله والتعريف بدين الإسلام والسلام، وعمومًا صناعة الأفلام تتضمن شخصيات شر وشخصيات تحب الخير، فأنا متأكد اذا أنتج هذا العمل بحبكة تصويرية قوية سوف يكون هناك الكثير من الغرب مندفعين لتعلم القرآن الكريم وما جاء فيه. مبالغ خيالية • أفلام هوليوود تصرف عليها مبالغ خيالية.. هل هذه الأرقام صحيحة؟ إنها التجارة والتسويق والتشويق، فلا تصدق المبالغ الخيالية التي تذاع. • أي من أفلامك التي رصدت لها ميزانية كبيرة حقيقية.. بالتفصيل؟ هو فيلم The Truth «الحقيقة» كان يعتمد على مواقع تصوير وممثلين كاراتيه ومسدسات وسيارات شرطة وشركات ومعدات محترفة جدا جدا. وقد استغرق تصوير هذ الفيلم خمسة أشهر، والحمد لله فزت بجائزة الاعتدال العالمية والتي أعلنها سمو سيدي الأمير خالد الفيصل -حفظه الله-. حزن وأسف • تقدمت لعدد من رجال الأعمال لإنتاج أفلام سينمائية ما هي ردة فعلهم ولماذا غضبت منهم؟ تقدمت كثيرًا لعدد من رجال الأعمال في السعودية وطرحت عليهم أفلامي التي أنوي العمل عليها، ولكن للأسف لم أجد إجابة مع إنني تلقيت بعض الوعود منهم، أيضًا تقدمت مع منتجين سعوديين معروفين ولا أحد يجيب، وما يزيدني حزنًا وأسفًا أنني أجد جميع الدول الغربية والصين وأفريقيا يتحدثون عن إنجازاتهم وأمجادهم وحضاراتهم من خلال الأفلام، ونحن فقط نتابعهم ونستمتع بمشاهدتهم، مع العلم أننا الأفضل والأجدر والأقوى في صناعة الأفلام من ناحية الفكر والحضارة والإنجازات، نحن نفتقد للدعم للأسف الشديد. موقف مبدئي • متى ترفض المشاركة في فيلم ومتى تسمح بالتجاوزات في أفلامك؟ لقد رفضت الاشتراك في أعمال كثيرة، أذكر أن هناك عملين انسحبت منهما وقت التصوير بعدما تبينت أن هناك مشاهد غير مكتوبة بالنص ولا تعجبني فأصبح تركها أولى. واتضح لي أن الكثير من المنتجين والمستثمرين يحاولون استغلال الخليجي وتحديدًا السعودي للقيام بأدوار تافهة وغير مقبولة وخارجة عن المألوف، وأنا لا أسمح بالأدوار التي تمس الدين الإسلامي. • متى نرى أحد أعمالك تعرض داخل السعودية؟ لدّي فيلم «الحقيقة» سوف يعرض قريبًا عبر اليوتيوب فقط في الوقت الراهن.