إن دليتك أنا ستضيع أنت، لا تفسح مجالاً لآخر يحدد مسارك والحياة حياتك؛ لأنه يختار بحسب قناعاته فتدفن قناعاتك وإن لم تعرف أين توضع أشياؤك فستسأل الناس دائماً عن حاجاتك، ولا شأن لأحد إنما الشأن كله لك.. أهمل الصراع داخلك، لا تُجهد الخلايا فإنّ السلام أمر محتوم للسائل والمحرُوم.. أما عن محطات الحياة استقل القطار الذي يعجبك وليس شأنك من تعجبه الطائرات والسيارات لا تقلدهم فيما يحبونه.. أنت ماذا تحب؟ ثم الآراء اتفقت على الاختلاف فلا اتفاق بين الأفكار إلى أن نموت.. انظر إلى المرآة لا وجه سوى وجهك ولا انعكاس لأحد آخر إن كسرتها، ستبقى ملامحك على قطع الزجاج المكسورة إذاً خذ الحقيقة من أفواه المرايات أنت ولا أحد غيرك.. من يقترح عليك حلاًّ لن يتحمل نتائجه ومن يصغر لك حجم المشكلة لن يعنيه لماذا كبرت لأنه مهما يبدو على الناس حرصهم على حياتك لن يكونوا أكثر حرصًا منك. هذه الحياة عملية استقلال عظيمة تتطلب مزيداً من الشجاعة كل يوم.. كونك تستمر شجاعاً عادياً لا يكفي عليك أن تكون شجاعاً مبهراً.. أعرف صديقين مقربين يعشقان الكرة ولا يشجعان نفس الفريق عندما يحضران إلى الملعب لا يتشاركان نفس المقعد اختلافهما في الميول يرغمهما أن يفترقا ليشجع كل منهما فريقه.. هذه حياتك ملعب كبير وحشد كثير وأوقات حاسمة تتخذ فيها القرار وحدك؛ لأنه من حقك الدفاع عن ما يعجبك وإن لم يعجب الآخرين.. ليست كل الأمور تسير بحسب رغباتك، لكنها لن تخرج من دائرة قراراتك فافعل ما يحلو لك.. لا تدعهم يصنعون منك كياناً آخر لا يشبهك، لكنك اضطررت أن تقبل به؛ لأن مشكلتك الكبيرة كانت في أنك تخاف.