انتقد إعلاميُّون مصريُّون مواطنًا مغربيًّا مغمورًا؛ لوقوفه في مُدرَّج الجمهور الكاميروني في ملعب لاميتي بالجابون، وتشجيعه لمنتخب الكاميرون في المباراة النهائيَّة لكأس إفريقيا لكرة القدم التي فاز بها على المنتخب المصري!. أحد هؤلاء الإعلاميين، لم يتمالك أعصابه خلال البث التلفزيوني الحيِّ، فصاح على المواطن المغربي قائلاً: اُقْعُدْ.. عيب.! أنا جلسْتُ أتأمَّل وأتساءل عمَّا إذا كان عيبًا في كرة القدم أن يُشجِّع العربيُّ غيرَ العربيِّ ضدَّ العربيِّ؟ بدايةً دعوني أُشِدْ بالمواطن المغربيِّ الشجاع الذي لا أعرفه ولا يعرفني؛ لأنَّه العربيُّ الذي مارس حقَّه الإنسانيَّ في إظهار تشجيعه لمن يشاء حتَّى لو كان غيرَ عربيٍّ، عكس عددٍ من الإعلاميين العرب الذين هم بوجهَيْن، ويكاد المرء يتقيَّأُ وهو يسمع ظاهريًّا ما تنطق به أفواهُهم من تشجيع للفرق العربيَّة في المحافل الكرويَّة الدوليَّة، بينما يُبطنون غير ذلك!. وهذا التناقض هو نفاق، وهو نتاج شعارات القوميَّة العربيَّة المُزيَّفة بأن يتناصر العرب، والرياضة أساسها الاستقلال عن القوميَّات، وهذا ليس كلامي بل كلام الأممالمتحدة، وهو الكلام السليم النابع من العقل السليم، والتشجيع الرياضي حقٌّ للجميع لمن يُعجبون بهم مهما كان جنسهم، ولا ضير أن يُشجِّع أخٌ عربيٌّ منتخب الواق الواق -مثلاً ضدَّ منتخبنا السعوديِّ، هنيئًا له وحلالاً عليه، طالما كان مُعجبًا به، وفي نفس الوقت ومن غير الإنصاف أنْ أُغْصَبَ كعربيٍّ على تشجيع منتخبٍ عربيٍّ.. فقط لأنَّه عربيٌّ، وهذا اسمه تعنصر، وهو غير مقبول في الرياضة، وقد أصبح -للأسف- دستورًا لبعض إعلاميينا، ويساهم أكثر في تخلُّف الرياضة العربيَّة، وأصبحت أغلب برامج العرب الإعلاميَّة مُمِلَّة وهي تزخر به!. إنَّ الإنسانَ العربيَّ وُلِد حُرًّا، فليُمارس حريَّته في الرياضة على الأقل، بعد أن فقدها في جُلِّ أوجه حياته الأخرى!.