أشاد سينمائيون سعوديون بالخطوة الإيجابية والجديدة لوزارة الثقافة والإعلام باعتماد تنظيم فعالية الأفلام السينمائية السعودية ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي السعودي الذي أقيم في روسيا مؤخرًا، حيث لم يسبق من قبل أن قُدمت الأفلام السينمائية ضمن فعاليات الأسابيع الثقافية التي تنظمها الوزارة في مختلف دول العالم، معتبرين أن هذه الخطوة أضفت على الأفلام السعودية صبغة رسمية، وأكدت أهمية دور السينما في التعريف ببلادنا ومجتمعنا وقضايانا. آملين أن تكون خطوة وزارة الثقافة والإعلام بداية ليشاهد المشاهد السعودي أفلامه السينمائية السعودية هنا في بلاده، وبرعاية رسمية.. المخرجة السعودية هناء العمير، التي شاركت بفيلمها «شكوى» في الأسبوع الثقافي السعودي بروسيا، و»أيام الفيلم السعودي» في لندن، أشادت بخطوة وزارة الثقافة والإعلام في الرعاية الرسمية لمشاركة الأفلام السعودية خارجيًا، معتبرة أن هذه الخطوة «تكشف وعي الوزار بأهمية الأفلام والسينما كفن جماهيري يجذب المشاهد ويجعله يتوحد مع القصة التي يشاهدها وأبطالها»، آملة أن يكون عرض الأفلام السعودية مناسبة دائمة في فعاليات الأسابيع الثقافية. وقالت: لعل هذه المشاركة بداية خير لافتتاح صالات سينما تُعرض فيها الأفلام السعودية بشكل دائم وبرعاية رسمية ويحضرها المشاهدون السعوديون. وحول انطباعها الشخصي بمشاركة فيلمها «شكوى» في روسياولندن، أوضحت العمير أنها فؤجئت كثيرًا بالترحاب الذي استقبل به المشاهدون الروس الفيلم، مضيفة: أخبرني الكثير منهم بأنهم تأثروا بالقصة وكانوا يتساءلون: لماذا الأفلام السعودية غائبة عن المشهد الدولي، وذكروا أن مستواها الفني يؤهلها لأن تكون حاضرة بشكل واضح في المهرجانات الدولية. وهي ذات الانطباعات التي خرج بها الفيلم من مشاركته في لندن، بتنظيم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء». الفنان إبراهيم الحساوي بدا سعيدًا بظهوره اللافت في روسيا، حيث لعب دور البطولة في فيلمين هما: «شكوى» للمخرجة هناء العمير و»فضيلة أن تكون لا أحد» للمخرج بدر الحمود، معبرًا عن ذلك بقوله: لقد استوقفني عرض الأفلام في موسكو عن طريق وزارة الثقافة والإعلام بعد كل هذه السنوات، وبعد مجهودات فردية عديدة قام بها الكثير من صنّاع السينما في المملكة بجهودهم الذاتية، وأنا لا أحبذ الشكوى من عدم توافر الإمكانات وما إلى ذلك، ولكن المفرح أن الوزارة تحتضن الفيلم السعودي وتقدمه للآخر بشكل إيجابي. وأضاف الحساوي: الآن بعد موسكوولندن أقول أنا متفائل بأن يكون لدينا هنا في المملكة منصات عرض للأفلام، وتوجد بعض الاجتهادات من عدد من المراكز وجمعيات الثقافة والفنون، وهذا أمر مبهج، وقد لمسنا وجود بوادر وأضواء خضراء لإيجاد منصات عرض للأفلام السعودية داخل المملكة، وخاصة أن السينما السعودية تعيش في الفترة حالة جيدة من الحركة، فهناك نشاطات سينمائية في الرياض وعسير وكذلك في منطقة الجوف في مهرجان «أفلام أبو عجرم»، فهذه المهرجانات تباشير خير لأن نشهد في القريب ما يسعدنا ويسعد كل المهتمين بالفن السينمائي. الحساوي: متفائل بمنصات عرض ويقول أحمد الملا، مدير جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة الشرقية، ورئيس «مهرجان الأفلام السعودية»: هذه الخطوة الجادة من الوزارة أسعدت الجميع، ومثلت إشارة ودلالة على التوجّه نحو إعطاء الاعتراف الرسمي لأفلامنا السعودية التي تُضنف على أنها أفلام مستقبلة، وكله تم بجهود مخرجي ومنتجي الأفلام، بعيدًا عن الدعم الرسمي، والدلالة هنا للالتفات إلى صناعة الأفلام السعودية، ومدى دورها كقوة ناعمة، وهي رسالة توصل الصوت الثقافي الحقيقي للمثقف السعودي، وهذا ما نتمناه ، ومن هنا فإن وجود صالات لائقة للمشاهدة في مختلف مناطق المملكة، أصبح مطلبًا، وبأن يكون هناك جهة راعية، والمهم ألا نكون مستهلكين، فلدينا صناعة، ولدينا مبدعون قادرون، وليكون هناك تبادل ثقافي نتلقى ونستقبل ثقافتنا. ويختتم الملا بقوله: أثق وأراهن بأن السينما السعودية قادرة على إيصال رسائلها دون كلفة. الملا: الحاجة باتت ملحة لصالات سينمائية وجهات راعية الشلاحي: مشاركتنا خارجيًا مميزة.. ويهمنا المشاهد السعودي وأشاد المخرج عبدالعزيز الشلاحي، صاحب فيلم «المغادرون» الذي عرض في روسيا وبريطانيا، بخطوة مشاركة السينما السعودية في محفل خارجي بترشيح رسمي من وزارة الثقافة والإعلام، لافتًا إلى أنها «أول مرة يتم فيها إضافة فعالية الأفلام السعودية لمهرجانات الأسابيع الثقافية السعودية التي تقام بالخارج». وعن فيلمه «المغادرون» قال: الفيلم يتناول التطرّف في الأفكار، ويطرح رؤية أنه لا وجود لفكر متطرّف بقدر ما يوجد تطرّف في الفكر نفسه، وقد أسعدني جدًا تفاعل الجمهور الروسي، وأتمنى أن يكون عرضه في موسكوولندن بداية لعرضه داخل المملكة، لأنه يهمني أن يشاهده المواطن السعودي، وأطمح أن تكون عروض الأفلام داخل المملكة برعاية رسمية وبالذات من قبل الوزارة. وعن فيلمه «فضيلة أن تكون لا أحد» الذي عرض في الأسبوع الثقافي السعودي بروسيا، يقول المخرج بدر الحمود: نشعر بالفخر والتغيير بأن تتبنى الوزارة هذا النوع من الفنون لتمثيل المملكة دوليًا، فهي خطوة فارقة ومبشّرة لمستقبل أجمل، فالسينما رافد ثقافي مهم ولغة عالمية مهمة. وللتأكيد هذا ليس بالاعتراف الرسمي الأول للافلام السعودية من الوزارة، فقد دعمت وتبنت العديد من المبادرات السينمائية داخل المملكة في الفترة الأخيرة، وكلنا أمل بأن تؤسس الوزارة هيئة أو صندوقًا رسميًا يعنى بدعم وتطوير الأفلام والمبادرات السينمائية للفيلم السعودي.